مقال

الدكرورى يكتب عن مرحبا شهر رمضان ” جزء 4″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن مرحبا شهر رمضان ” جزء 4″
بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع مرحبا شهر رمضان، فإن باقي شياطين الإنس لازالت تعمل فهي تقوم بتشيغل المحطات الفضائية، والمواقع إلإباحية والقنوات التي تدعوا إلي هدم القيم والأخلاق وتشغل الناس باللهو والمعاصي، وغيرهم، فلا بد من الحذر من جميع أنواع الشياطين، ولذلك الله عز وجل أمر بمصانعة العدو الإنسي فقال تعالى ” ادفع بالتى هى أحسن” أما العدو الجني ليس هناك طريقة لمصانعته، ولذلك أمر باللجوء إليه فقال تعالى ” فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ” وإن من واجبنا نحن توعية المجتمع والناس بالفضائيات والمواقع فى رمضان وبخطورتها والكف عنها، وقد صار الآن هذا النت هو المعبود في هذا الزمن، فإذا كان العجل الذي عكف عليه بنو إسرائيل عجلا ذهبيا، فإن هذه الشاشة التي كانت تسمى شاشة فضية قبل الألوان هو عجل جديد.

يعكف عليه الناس في هذا الزمان، ويتلقون منه كل شيء، وكل أنواع المفاسد، وماذا بالنسبة لقراءة القرآن في رمضان، هل نستعجل بالقراءة أو نقرأ على مهل ولو لم نختم، أو ماذا نفعل؟ فإن الاقتراح أن يكون لك ختمتان أو أن يكون لك قراءتان، ختمة بالحدر، تقرأ فيها بقراءة الحدر لتنهي القرآن، وقراءة أخرى متأنية مع الرجوع للتفسير والتدبر، فيكون لك نصيب من قراءتك حدرا تمشي فيه، وختمة ثانية تبدأها من أول القرآن أيضا، بالتفسير والتدبر، وهو أن تفرض أن عندك مثلا ساعة لقراءة القرآن، فأنت قد تقرأ في نصف ساعة جزءا، حدرا، والنصف الساعة الأخرى تأخذ فيها ثلاث آيات خمسة سبعة تأخذ آيات للتدبر لا بد، والجمع بينهما مفيد جدا، فإن هناك بعض الناس إذا قلت له اقرأ قراءة الحدر لكي تنهي الختمة في رمضان، قال لك ما أفهم أنا.

وإذا قلت له تدبر وارجع للتفسير، يقول لك ما أنهينا الختمة، ولذلك الحل هو هذا، أن يكون لك ختمتان واحدة ممكن تنهيها في رمضان، وواحدة ممكن تنتهي في ستة أشهر، وهذا ليس خسارة على الإطلاق لأن الله أنزل القرآن للتدبر وبالتفكر وهذا يأخذ وقتا، وهل يجوز الغياب عن العمل بحجة الصيام؟ كلا، لأن العمل هذا تأخذ عليه أجرا هذا ليس مجانيا وتطوعيا، وإلا قل تطوعيا ممكن تغيب، فإذا غبت عنه وأخذت مالا مقابله فأنت لا تستحقه، فيقول سائل أبي متقدم في السن ويريد الصيام ونحن نمنعه لأنه مريض وقد يؤدي إلى وفاته، فنقول له بأن الله تعالى قال فى سورة النساء ” ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكرمك رحيما ” وقال تعالى فى سورة الحج ” ما جعل عليكم فى الدين من حرج ” فالذين لا يطيقون الصيام ولا يستطيعونه عليهم فدية إطعام يوم فقط.

ولذلك يقال له أطعم عن كل يوم مسكينا، أو فى آخر الشهر أطعم ثلاثين مسكينا، ويكفيك والحمد لله، وجبة غداء، أو وجبة عشاء، أو وجبة إفطار مثلا أو وجبة سحور في رمضان تقدم للمساكين على عدد الأيام ثلاثين وجبة توزع، فنحن نعيش الآن في شهر عظيم قد تزين الكون لاستقباله وتنبض القلوب فرحا وشوقا للقائه حتى من أولئك المفرطين نرى ذلك الفرح يغمرهم وينطق سرورا على محياهم، فهو شهر هيأ الله الكون كله لاستقباله، فتزينت الجنة لأهلها وفتحت أبوابها شوقا لهم وفرحا بأعمالهم، والنار قد غلقت أبوابها، والشياطين قد صفدت لكى تكف عن الوسوسة والصد عن سبيل الله، والقعود لأهل الطاعة في طريقهم، وهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزف لأصحابه البشرى بقدوم شهر رمضان إنه الحبيب الذى طال انتظاره.

لقد استبد الشوق بالقلوب، وإن لقدوم الحبيب الغائب لفرحة ما أروعها من فرحة، إنه الحبيب وقد لحقنا قدومه وشاهدنا موكبه الذي أتي إلينا، فيا ترى كيف كان النبى صلى الله عليه وسلم يستعد لهذا الموكب الكريم؟ فهذا هو شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن ويكيفه هذا شرفا وفضيلة، ولقد فضل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور وجعله أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام وأنزل فيه القرآن وفيه تغفر الذنوب ويعتق الله عز و جل من يريد من النار، وهو شهر البركة وشهر الأرحام, وفيه ليلة هي خير من ألف شهر وكان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكذا أصحابه يستعدون لاستقبال شهر رمضان فكان الاستعداد بتذكر وتدبر فضائل هذا الشهر، حيث يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين من هذه الأمة وآمرا لهم بالصيام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى