مقال

الدكروري يكتب عن التسابق في أعمال الخير ” جزء 1″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التسابق في أعمال الخير ” جزء 1″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الله عز وجل هو رب العالمين والقرآن الكريم هو كتاب جاء بالخير والصلاح لكل الناس فإن نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم جاء رحمة ونورا لجميع الخلق, فقال تعالي في سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أنه جاء بالرسالة الخاتمة الهادية لجميع الناس، والكعبة المشرفة كذلك هي قبلة لجميع الخلق وبركة وهداية لكل الناس حيث قال تعالى في سورة آل عمران ” إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين” ومن رحاب مكة وبجوار البيت الحرام كانت المبادئ الإنسانية التي ودع بها النبي صلى الله عليه وسلم الناس في خطبة الوداع والتي سبق بها جميع المبادئ والقوانين والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان ولا عجب إذا بدأها بقوله “أيها الناس” ولقد أمر الله تعالى بفعل الخير.

وجعله سببا من أسباب الفلاح فقال عز وجل فى كتابه الكريم ” وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وصنع الخير أمر ربانى وفريضة شرعية وفضيلة إسلامية، وهو من الأفعال الحسنة التي تطمئن لها النفس، ويبعث على الرضا والاستحسان، وإنه جزء من رسالة الأنبياء التي أوحاها الله تعالى إليهم، فقال سبحانه وتعالى فى سورة الأنبياء ” وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين” وقد أمرنا القرآن الكريم بالتسابق إلى فعل الخير فقال سبحانه وتعالى فى سورة البقرة ” فاستبقوا الخيرات” وعمل بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم طوال حياته وفي كل أحواله، واقتدى به الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في سلوكهم، فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه كان سباقا، وحريصا على أن يكون له سهم في كل وجوه الخير.

فقد روى مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” من أصبح منكم صائما” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن تبع منكم جنازة” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن أطعم منكم اليوم مسكينا” قال أبو بكر أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فمن عاد منكم اليوم مريضا” قال أبو بكر أنا يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما اجتمعن فى امرء إلا دخل الجنة” فإن أسمى الغايات، وأنبل المقاصد أن يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، ويتشبه بالملائكة، ويتخلق بأخلاق الأنبياء والصديقين، لذلك فقد أوصى الإسلام الحنيف الإنسان أن يفعل الخير مع الناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله في من عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه” فهذه أبواب عظيمة من أبواب الخير يعلمها لنا معلم الخير صلى الله عليه وسلم، فأول هذه الأبواب هو تنفيس كربات المؤمنين، فقال صلى الله عليه وسلم “من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة”

فالجزاء من جنس العمل، كما قال الله عز وجل فى سورة البقرة ” فاذكرونى أذكركم” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء” وقال صلى الله عليه وسلم ” إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا” فالجزاء من جنس العمل، فمن نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة” فإن قال قائل لماذا ؟ قابل النبي صلى الله عليه وسلم كربة الدنيا بكربة يوم القيامة فقال “من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة” ثم قال “ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى