مقال

الدكروري يكتب عن الإمام يحيي بن معين ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام يحيي بن معين ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام يحيي بن معين، وقال العجلي كان أبوه معين كاتبا لعبد الله بن مالك، وقال ابن عدي حدثني شيخ كاتب ذكر أنه قرابة يحيى بن معين قال كان معين على خراج الري فمات فخلف ليحيى ابنه ألف ألف درهم، فأنفقه كله على الحديث حتى لم يبقي له نعل يلبسه، وعن يحيى بن معين أنه سأله عباس العنبري يا أبا زكريا من أي العرب أنت ؟ قال أنا مولى للعرب قيل أصل ابن معين من الأنبار، ونشأ ببغداد، وكان له هيبة وجلالة، يركب البغلة، ويتجمل في لباسه، وعن علي ابن المديني يقول انتهى علم الحجاز إلى الزهري ، وعمرو، إلى أن قال فانتهى علم هؤلاء إلى ابن معين، وقال ابن المديني انتهى العلم إلى يحيى بن آدم وبعده إلى يحيى بن معين، وعن أبا سعيد الحداد يقول لولا يحيى بن معين، ما كتبت الحديث، قال وما تعجب فوالله لقد نفعنا الله به.

ولقد كان المحدث يحدثنا لكرامته ما لم نكن نحدث به أنفسنا، ولقد كنت عند أحمد فجاءه رجل، فقال يا أبا عبد الله انظر في هذه الأحاديث فإن فيها خطأ، فقال عليك بأبي زكريا، فإنه يعرف الخطأ، وعن أحمد بن حنبل يقول السماع مع يحيى بن معين شفاء لما في الصدور، وعن علي بن سهل قال سمعت أحمد في دهليز عفان، يقول لعبد الله بن الرومي ليت أن أبا زكريا قدم فقال ما تصنع به ؟ قال أحمد اسكت هو يعرف خطأ الحديث، وعن الدوري يقول رأيت أحمد بن حنبل في مجلس روح سنة خمس ومائتين فيسأل يحيى بن معين عن أشياء يقول يا أبا زكريا ما تقول في حديث كذا ؟ وكيف حديث كذا ؟ فيستثبته في أحاديث قد سمعوها، فما قال يحيى كتبه أحمد، وقلما سمعه يسمي يحيى باسمه، بل يكنيه، وعن أحمد بن حنبل يقول هاهنا رجل خلقه الله لهذا الشأن، يظهر كذب الكذابين.

ويعني ابن معين، وعن أحمد بن حنبل يقول كل حديث لا يعرفه يحيى بن معين، فليس هو بحديث، وعن هارون بن معروف يقول قدم علينا شيخ فبكرت عليه، فسألناه أن يملي علينا، فأخذ الكتاب وإذا الباب يدق فقال الشيخ من هذا ؟ قال أحمد بن حنبل فأذن له والشيخ على حالته لم يتحرك، فإذا آخر يدق الباب فقال من ذا ؟ قال أحمد الدورقي فأذن له، ولم يتحرك ثم ابن الرومي فكذلك ثم أبو خيثمة فكذلك ثم دق الباب فقال من ذا ؟ قال يحيى بن معين، فرأيت الشيخ ارتعدت يده، وسقط منه الكتاب، وعن ابن معين يقول لما قدم عبد الوهاب بن عطاء، أتيته فكتبت عنه، فبينا أنا عنده إذ أتاه كتاب من أهله، فقرأه وأجابهم فرأيته وقد كتب على ظهره قدمت بغداد وقبلني يحيى بن معين والحمد لله رب العالمين، وقال أبو عبيد الآجري قلت لأبي داود أيما أعلم بالرجال يحيى أو علي ؟

قال يحيى وليس عندي من خبر أهل الشام شيء، وقال عبد المؤمن النسفي سألت أبا علي صالح بن محمد من أعلم بالحديث يحيى بن معين أو أحمد بن حنبل ؟ فقال أحمد أعلم بالفقه، والاختلاف، وأما يحيى، فأعلم بالرجال والكنى، وعن يحيى بن معين أنه خلف من الكتب ثلاثين قمطرا وعشرين حبا، فطلب يحيى بن أكثم كتبه بمائتي دينار، فلم يدع أبو خيثمة أن تباع، وعن ابن الرومي يقول ما رأيت أحدا قط يقول الحق في المشايخ غير يحيى وغيره كان يتحامل بالقول، ولكن قيل هذا القول من عبد الله بن الرومي غير مقبول وإنما قاله باجتهاده، ونحن لا ندعي العصمة في أئمة الجرح والتعديل لكن هم أكثر الناس صوابا وأندرهم خطأ وأشدهم إنصافا وأبعدهم عن التحامل وإذا اتفقوا على تعديل أو جرح فتمسك به واعضض عليه بناجذيك ولا تتجاوزه، فتندم ومن شذ منهم فلا عبرة به.

فخل عنك العناء وأعط القوس باريها، فوالله لولا الحفاظ الأكابر، لخطبت الزنادقة على المنابر، ولئن خطب خاطب من أهل البدع، فإنما هو بسيف الإسلام وبلسان الشريعة وبجاه السنة وبإظهار متابعة ما جاء به الرسول، فنعوذ بالله من الخذلان، ومن نادر ما شذ به ابن معين رحمه الله، كلامه في أحمد بن صالح حافظ مصر فإنه تكلم فيه باجتهاده وشاهد منه ما يلينه باعتبار عدالته لا باعتبار إتقانه فإنه متقن ثبت، ولكن عليه مأخذ في تيه وبأو كان يتعاطاه والله لا يحب كل مختال فخور، ولعله اطلع منه على حال في أيام شبيبة ابن صالح فتاب منه أو من بعضه، ثم شاخ ولزم الخير، فلقيه البخاري والكبار واحتجوا به، وأما كلام النسائي فيه فكلام موتور لأنه آذى النسائي وطرده من مجلسه، فقال فيه ليس بثقة، وعن يحيى بن معين قال أخطأ عفان في نيف وعشرين حديثا ما أعلمت بها أحدا وأعلمته سرا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى