مقال

الدكروري يكتب عن الإمام المهدي ” جزء 2″

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإمام المهدي ” جزء 2″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام المهدي، قالت حكيمة فدخلتني الشكوك فصاح بي أبو محمد من المجلس فقال لا تعجلي يا عمة فإن الأمر قد قرب، قالت فقرأت الم السجدة ويس، فبينما أنا كذلك إذا انتبهت فزعة فوثبت إليها فقلت، اسم الله عليك ثم قلت لها تحسّين شيئا؟ قالت نعم يا عمة، فقلت لها اجمعي نفسك واجمعي قلبك فهو ما قلت لك، قالت حكيمة ثم أخذتني فترة وأخذتها فطرة فانتبهت بحس سيدي فكشفت الثوب عنه فاذا أنا به ساجدا يتلقى الأرض بمساجده فضممته إليّ فإذا أنا به نظيف فصاح بي أبو محمد هلمي إليّ ابني يا عمة فجئت به إليه فوضع يديه تحت أليتيه وظهره ووضع قدميه على صدره ثم أدلى لسانه في فيه وأمر يده على عينيه وسمعه ومفاصله ثم قال تكلم يا بني، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

ثم صلى على أمير المؤمنين وعلى الائمة إلى أن وقف على أبيه ثم أحجم، قالت حكيمة فلما كان في اليوم السابع جئت وسلمت وجلست فقال هلمي إليّ ابني فجئت بسيدي في الخرقة ففعل به كفعلته الأولى ثم أدلى لسانه في فيه، كأنه يغذيه لبنا أو عسلا ثم قال تكلم يابني، فقال أشهد أن لا إله إلا الله وثنى بالصلاة على محمد وعلى آل محمد، ثم تلا هذه الآية ” ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون” قال موسى فسألت عقبة الخادم عن هذا فقال صدقت حكيمة، والروايات الشيعية تتحدث عن بعض الأشياء الّتي قام بها الحسن العسكري بعد مولد الإمام أنه أكثر من العقائق عن الإمام المهدي، وهذه من خواصه أنه لم يُعق عن مولود على الإطلاق كما عق عن الإمام المهدي.

 

حتى ورد في الروايات أنه عُق عنه ثلاثمائة عقيقة، بل أمر الإمام العسكري عثمان بن سعيد أن يشتري كذا الف رطل من اللحم ومما شاكل ويوزعه على الفقراء، والشيء الملفت للنظر أن الإمام نوّع وعدد الأماكن، مثلا كتب إلى خواصه في قم أن يعقّوا وأن يقولوا للناس أن هذه العقيقة بمناسبة ولادة المولود الجديد للامام العسكري وأنه محمد، وهكذا مثلا كتب إلى خواصه في بغداد وفي سامراء، أنه كان يحضر مجاميع من خواصه وشيعته وكان يعرفهم على ولده الإمام المهدي وهذا ظاهر من جملة روايات مثلا في إكمال الدين للشيخ الصدوق عن أبي غانم الخادم أن العسكري أخرج ولده محمدا في الثالث من مولده وعرضه على أصحابه قائلا هذا صاحبكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو القائم الذي تمتد إليه الاعناق بالانتظار، فإذا امتلات الأرض ظلما وجورا خرج فملأها قسطا وعدلا.

 

وقيل بعد وفاة الحسن العسكري تروي الروايات أن أخاه جعفر بن علي الهادي وكان لا يعلم أن للإمام ابن ادعى أنه الإمام ودعى لنفسه، ولكنه عندما علم بأمر محمد المهدي تنازل له وأعلن البيعة لابن أخيه، لما قبض أبو محمد الحسن بن علي العسكري وفد من قم والجبال وفود بالأموال التي كانت تحمل على الرسم والعادة، ولم يكن عندهم خبر وفاة الحسن، فلما أن وصلوا إلى سر من رأى سألوا عن الحسن بن علي عليهما السلام، فقيل لهم إنه قد فقد، فقالوا ومن وارثه؟ قالوا أخوه جعفر بن علي، فسألوا عنه فقيل لهم إنه قد خرج متنزها وركب زورقا في الدجلة يشرب ومعه المغنون، قال فتشاور القوم فقالوا هذه ليست من صفة الإمام، وقال بعضهم لبعض امضوا بنا حتى نرد هذه الأموال على أصحابها، فقال أبو العباس محمد بن جعفر الحميري، قفوا بنا حتى ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره بالصحة.

 

قال فلما انصرف دخلوا عليه فسلموا عليه وقالوا يا سيدنا نحن من أهل قم ومعنا جماعة وغيرها وكنا نحمل إلى أبي محمد الحسن بن علي الأموال فقال وأين هي؟ قالوا معنا، قال احملوها إليّ، قالوا لا، إن لهذه الأموال خبرا طريفا، فقال وما هو؟ قالوا إن هذه الأموال تجمع ويكون فيها من عامة للمؤمنين الدينار والديناران، ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذا وردنا بالمال على أبي محمد يقول جملة المال كذا وكذا دينارا، من عند فلان كذا، ومن عند فلان كذا حتى يأتي على أسماء الناس كلهم، ويقول ما على الخواتيم من نقش، فقال جعفر كذبتم تقولون على أخي ما لا يفعله، هذا علم الغيب ولا يعلمه إلا الله قال فلما سمع القوم كلام جعفر جعل بعضهم ينظر إلى بعض فقال لهم احملوا هذا المال إليّ، قالوا إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب المال ولا نسلم المال إلا بالعلامات التي كنا نعرفها من الحسن بن علي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى