مقال

الدكروري يكتب عن الإمام عاصم ” جزء 2″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام عاصم ” جزء 2″
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثاني مع الإمام عاصم، وحماد بن شعيب وأبو بكر بن عياش وحفص بن سليمان الكوفي ونعيم بن ميسرة، وأبو عمرو البصري، وكل هؤلاء قرءوا عليه القرآن، وقال أحمد بن عبد الله البجلي هو عاصم بن بهدلة صاحب سنة وقراءة، كان رأسا في القرآن وكان من أوثق الرواة، وقال عنه أبو حاتم محله الثقة، وكان من أشهر تلاميذ الإمام عاصم الكوفي هو أبو بكر وهو شعبة وقد ولد سنة خمس وتسعين هجرية وتوفي في جمادى الأولى سنة مائة وثلاث وتسعين هجرية، وكان إماما علما كبيرا عالما عاملا حجة من كبار أئمة السنة ولما حضرته الوفاة بكت أخته، فقال لها ما يبكيك؟ انظري إلى تلك الزاوية فقد ختمت فيها ثمان عشرة ألف ختمة، وكان الروي الثاني لعاصم هو حفص وقد ولد سنة تسعين هجرية وتوفي سنة مائة وثمانين هجرية، وكان أعلم أصحاب عاصم بقراءة عاصم، وكان ربيب عاصم ابن زوجته.

وقال يحيى بن معين الرواية الصحيحة التي رويت من قراءة عاصم رواية حفص وقال ابن المنادى كان الأولون يعدونه في الحفظ فوق ابن عياش ويصفونه بضبط الحروف التي قرأ على عاصم أقرا الناس دهرا وقال الحافظ الذهبي أما في القراءة فثقة ثبت ضابط بخلاف حاله في الحديث، وقد أشار إليهما الإمام الشاطبي بقوله وذاك بن عياش أبو بكر الرضا وحفص وبالإتقان مفصلا، وقال حفص قال لي عاصم ما كان من القراءة التي أقرأتك بها فهي القراءة التي قرأت بها على أبي عبد الرحمن السلمي عن علي، وما كان من القراءة التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءة التي كنت أعرضها على زر ابن حبيش عن ابن مسعود، وقال الذهبي حدّث عنه عطاء بن أبي رباح، وأبو صالح السمان، وهما من شيوخه، وسليمان التيمي، وأبو عمرو بن العلاء، وشعبة، والثوري، وحماد بن سلمة.

وشيبان النحوي، وأبان بن يزيد، وأبو عوانة، وأبو بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة وعدد كثير، وتصدر للاقراء مدة بالكوفة، فتلا عليه أبو بكر أي شعبة، وحفص بن سليمان، ويقول الشيخ عبد الفتاح القاضي عن منهج الإمام عاصم الكوفي في القراءة، أنه يبسمل بين كل سورتين إلا بين الأنفال وبراءة فله السكت والوصل، وأنه يقرأ المدين المتصل والمنفصل بالتوسط بمقدار أربع حركات، وانه يميل شعبة عنه مثل ألف كلمة “رمى” كما في قوله تعالي” ولكن الله رمى” سورة الأنفال، وألف كلمة “أعمى” في موضعي سورة الإسراء في قوله تعالي ” ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى” وألف كلمة ” نآى” في قوله تعالي “ونآي بجانبه” في سورة الإسراء، وألف كلمة “ران” في قوله تعالي” كلا بل ران” في سورة المطففين، وألف في قوله تعالي ” شفا جرف هار”

في سورة التوبة، ويميل حفص عنه الألف بعد الراء في قوله تعالي ” مجريها” ويفتح من رواية شعبة ياء الإضافة في قوله تعالي “من بعدي اسمه أحمد” في الصف ويسكنها من رواية شعبة أيضا في قوله تعالي “أومى إلهين” في المائدة وقوله تعالي “أجرى إلا” في جميع المواضع، وكلملة “وجهي لله” في آل عمران والإنعام، وكلمة “بيتى” في قوله تعالي “ولمن دخل بيتي” سورة نوح، وقوله تعالي “ولى دين” في سورة الكافرون، وكما يحذف الياء الزائدة وصلا ووقفا من رواية شعبة في قوله تعالي “فما آتان الله خير” في سورة النمل، وكما يقرأ من رواية شعبة “من لدنه” من سورة الكهف بإسكان الدال مع إشمامها، ومع كسر النون والهاء وإشباع حركتها، ولم يكن عاصم يعد “الم” آية، ولا “حم” آية، ولا “كهيعص” آية، ولا “طه” آية، ولا نحوها.

وقال الإمام ابن الجزري وهذا خلاف ما ذهب إليه الكوفيون في العدد، وقال شريك كان عاصم صاحب همز ومد وقراءة شديدة، وأما القراءات العشر، فهي الأول الإمام نافع المدني ويروي عنه قالون وورش، والثاني الإمام ابن كثير المكي ويروي عنه البزّي وقنبل، والثالث الإمام أبو عمرو البصري ويروي عنه الدوري والسوسي، والرابع الإمام عبد الله بن عامر الشامي ويروي عنه هشام وابن ذكوان، والخامس الإمام عاصم الكوفي ويروي عنه شعبة وحفص، والسادس الإمام حمزة بن حبيب الزيّات ويروي عنه خلف وخلاد، والسابع الإمام الكسائي ويروي عنه أبو الحارث والدوري، والثامن الإمام أبو جعفر المدني ويروي عنه ابن وردان وابن جمّاز، والتاسع الإمام يعقوب الحضرمي ويروي عنه رويس وروح، والعاشر خلف العاشر.

ويروي عنه إسحاق وإدريس، ومن كلمات الإمام عاصم الكوفي، أنه قال من لم يحسن من العربية إلا وجها واحدا لم يحسن شيئا، فالقارئ عاصم قرأ القرآن على أبي عبد الرحمن السلمي وهو من كبار التابعين وأحد القراء الذين بعثهم الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلى الأمصار ليعلموا الناس القرآن الكريم على المصحف الذي بعث به إليهم، وكان رحمه الله تعالى من العبّاد المكثرين من الصلاة وتلاوة القرآن وربما خرج لحاجة فإذا مر بمسجد قال لصاحبه مل بنا إليه فإن حاجتنا لا تفوت فيصلي ما شاء الله، وقال أبو بكر بن عياش دخلت على عاصم وقد احتضر, فجعلت أسمعه يردد هذه الآية يحققها حتى كأنه يصلي “ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق” وتوفي الإمام عاصم سنة مائة وسبع وعشرين من الهجرة، وقيل مائة وتسع وعشرين هجرية، الموافق سبعمائة وخمس وأربعين ميلادي، رحمه الله رحمة واسعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى