مقال

الدكروري يكتب عن الإمام النووي ” جزء 6″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام النووي ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ونكمل الجزء السادس مع الإمام النووي، وقال في حقه الإمام العلامة محمد بن علان الصديقي الإمام النووي هو شيخ الإسلام، وعلم الأئمة الأعلام، وأوحد العلماء العاملين، والأولياء الصالحين، وعين المحققين، وملاذ الفقهاء والمحدثين، وشيخ الحفاظ، وإمام الحفاظ، وإمام أرباب الضبط المتقنين، وقد ألف النووي في علوم شتى الفقه والحديث وشرح الحديث والمصطلح واللغة والتراجم والتوحيد وغير ذلك، وتتميز مؤلفاته بالوضوح وصحة التعبير وانسيابه بسهولة وعدم تكلف، يقول الذهبي إن عبارته أبسط من كلامه، وأسلوبه أسلوب عصره مع عذوبة في الألفاظ، حتى إن ابن مالك النحوي الشهير اشتهى أن يحفظ المنهاج إعجابا بما يكتب ويؤلف، ومؤلفات النووي ثلاثة أقسام، قسم أنجزه وأتمه، وقسم أدركته الوفاة قبل أن يتمه، وقسم غسل أوراقه أي محاها.

 

وكانوا يغسلونها لأمر ما ولا يتلفونها لحاجتهم إلى ورقها، وما زالت مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام المسلمين، وينتفعون بها في سائر البلاد، وقد زاد إسماعيل باشا البغدادي في كتابه هدية العارفين في أسماء المؤلفين وآثار المصنفين، من مؤلفات النووي الإشارات في بيان الأسماء المهمات في متون الأسانيد، وتحفة الوالد ورغبة الرائد، وخلاصة الأحكام في مهمات السنن وقواعد الإسلام، وروح المسائل في الفروع، وعيون المسائل المهمة، وغيث النفع في القراءات السبع، والمبهم من حروف المعجم، ومرآة الزمان في تاريخ الأعيان، وأما عن كتاب منهاج الطالبين وعمدة المفتين للنووي، فهذا الكتاب في الفقه من أكثر كتب النووي تداولا بين العلماء والطلبة، اختصره مؤلفه من كتاب المحرر للرافعي، وله فيه تصحيحات واختيارات، ويقول ابن العطار وقد حفظه بعد موته خلق كثير.

 

ويقول الشيخ علي الطنطاوي انتشرت كتب الإمام النووي في الأقطار، وعمّ النفع بها في حياته وبعد مماته، فكتابه المنهاج مثلا لا يُحصى عدد من حفظه، لحسن اختصاره وعذوبة ألفاظه، وأكثر العلماء والناظمون القول في مدحه على ذلك، حتى سارت أقوالهم فيه مسير الأمثال، وقال تاج الدين السبكي في أول القطعة التي شرحها منه هذا الكتاب في هذا الوقت، هو عمدة الطلبة وكثير من الفقهاء في معرفة المذهب ويقول علي الطنطاوي ولا يزال كذلك إلى أيامنا هذه وقد اشتغل به شرحا أو تعليقا أو نظما أكثر من أربعين من فقهاء الشافعية، عدّهم السخاوي، ومن هذه الشروح ما هو موجود معروف، ومنها ما ضاع، وأما عن كتاب روضة الطالبين وعمدة المفتين، فإن من الكتب الكبيرة المعتمدة في المذهب الشافعي هو الروضة، واختصرها النووي من كتاب الإمام الرافعي شرح الكبير.

 

ولقد أثنى على الروضة الأئمة، فقال الأذرعي هي عمدة أتباع المذهب في هذه الأمصار، بل سار ذكرها في النواحي والأقطار، فصارت كتاب المذهب المطول، وإليها المفزع في النقل وعليها المعول، فإليها يلجأ الطالب النبيه، وعليها يعتمد الحاكم في أحكامه والمفتي في فتاويه، وما ذاك إلا لحسن النية وإخلاص الطوية، وقد عُني بالروضة جماعة من العلماء واشتغلوا بها اختصارا وتعليقا، ولقد عزم النووي قبل وفاته على غسلها أي محوها كما غسل غيرها، فقيل له قد سارت بها الركبان، فقال في نفسي منها أشياء، وكان يريد مراجعتها وتحريرها فلم يتسع له العمر، وأما عن كتاب المجموع شرح المهذب للنووي، فقد وُصف بأنه أعظم ما كتب النووي في الفقه، لم يُصنف في مذهب الشافعية على مثل أسلوبه، وقال الإسنوي وابن الملقن ليته أكمله ونقصت كتبه كلها.

 

وقال ابن كثير في تاريخه إنه لو كمل لم يكن له نظير في بابه، فإنه أبدع فيه وأجاد، وأفاد وأحسن الانتقاد، وحرر الفقه في المذهب وغيره، والحديث على ما ينبغي، واللغة والعربية، وأشياء مهمة، لا أعرف في كتب الفقه أحسن منه قال على أنه يحتاج إلى أشياء كثيرة تزداد عليه، وتضاف إليه وقال العثماني قاضي صفد إنه لا نظير له، ولم يصنف مثله، ولكن ما أكمله ولا حول ولا قوة إلا بالله، إذ لو أكمله ما احتيج إلى غيره أي في فقه الشافعية، وبه عرف قدره واشتهر فضله، وأما الكتاب المطبوع باسم أدب الفتوى والمفتي والمستفتي فهو قطعة من مقدمة كتاب المجموع أفرده بعضهم بالطبع فاشتهر حديثا على أنه كتاب مفرد، وأما عن الإمام النووي والظاهر بيبرس، فإن من أشهر قضايا النووي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوفه في وجه الملك الظاهر بيبرس البندقداري في قضية الحوطة على الغوطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى