مقال

الدكروري يكتب عن الإمام الشيرازي ” جزء 1″

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإمام الشيرازي ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الإمام الشيرازي هوالشيخ، الإمام القدوة، المجتهد، شيخ الإسلام أبو اسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي، شيخ الشافعية في وقته، ولا يزال يعد من أهم شيوخها، وهو الإمام الفقيه، ولد بفيروزآباد في بلاد فارس سنة ثلاثمائة وثلاث وتسعين من الهجة، والمتوفى ببغداد سنة ربعمائة وست وسبعين من الهجرة، وتفقه في مسقط رأسه، ثم انتقل منها إلى البصرة، ثم إلى بغداد سنة ربعمائة وخمسة عشر من الهجرة، وما زال بها حتى انتهت إليه رئاسة مذهب الشافعية في زمانه، وبنى له نظام الملك المدرسة النظامية ببغداد فدرّس بها، وكان مضرب المثل في الزهد والقناعة، وتفقه على الشيخ أبى عبد الله البيضاوي، وعبد الوهاب بن رامين في شيراز، وأخذ بالبصرة عن الخرزي، وله مجموعة من المؤلفات أشهرها هو الإشارة إلى مذهب أهل الحق، والمهذب في الفقه الشافعي.

 

والتنبيه في الفقه الشافعي، واللمع في أصول الفقه، وطبقات الفقهاء، والتبصرة في أصول الفقه، والمعونة في الجدل، وشرح اللمع في أصول الفقه، والنكت في المسائل المختلف فيها بين الشافعي وأبي حنيفة، وتذكرة الخلاف، والمناظرات، وعندما قدم الإمام الشيرازي بغداد لزم أبا الطيب، وبرع، وصار معيده، وكان يضرب المثل بفصاحته وقوة مناظرته، وسمع من أبي علي بن شاذان، وأبي بكر البرقاني، ومحمد بن عبيد الله الخرجوشي، وحدث عنه الخطيب، وأبو الوليد الباجي، والحميدي، وإسماعيل بن السمرقندي، وأبو البدر الكرخي، والزاهد يوسف بن أيوب، وأبو نصر أحمد بن محمد الطوسي، وأبو الحسن بن عبد السلام، وأحمد بن نصر بن حمان الهمذاني خاتمة من روى عنه، وقال السمعاني هو إمام الشافعية، ومدرس النظامية.

 

وشيخ العصر رحل الناس إليه من البلاد، وقصدوه، وتفرد بالعلم الوافر مع السيرة الجميلة، والطريقة المرضية، وجاءته الدنيا صاغرة، فأباها، واقتصر على خشونة العيش أيام حياته، وصنف في الأصول والفروع والخلاف والمذهب، وكان زاهدا، ورعا، متواضعا، ظريفا، كريما، جوادا، طلق الوجه، دائم البشر، مليح المحاورة، وحدثنا عنه جماعة كثيرة، وحكي عنه قال كنت نائما ببغداد، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر، فقلت يا رسول الله بلغني عنك أحاديث كثيرة عن ناقلي الأخبار، فأريد أن أسمع منك حديثا أتشرف به في الدنيا، وأجعله ذخرا للآخرة، فقال لي يا شيخ وسماني شيخا، وخاطبني به وكان يفرح بهذا قل عني من أراد السلامة، فليطلبها في سلامة غيره، وقال السمعاني سمعت هذا بمرو من أبي القاسم حيدر بن محمود الشيرازي.

 

أنه سمع ذلك من أبي إسحاق وعن أبي إسحاق قال أن رجلا أخسأ كلبا، فقال مه الطريق بينك وبينه، وعنه أنه اشتهى ثريدا بماء باقلاء، قال فما صح لي أكله لاشتغالي بالدرس وأخذي النوبة، وقال السمعاني قال أصحابنا ببغداد كان الشيخ أبو إسحاق إذا بقي مدة لا يأكل شيئا، صعد إلى النصرية وله بها صديق، فكان يثرد له رغيفا، ويشربه بماء الباقلاء، فربما صعد إليه وقد فرغ، فيقول أبو إسحاق من قوله تعالي ” تلك إذا كرة خاسرة” وقال أبو بكر الشاشي أبو إسحاق حجة الله على أئمة العصر، وقال الموفق الحنفي أبو إسحاق أمير المؤمنين في الفقهاء، وقال القاضي ابن هانئ إمامان ما اتفق لهما الحج، أبو إسحاق، وقاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني، أما أبو إسحاق فكان فقيرا، ولو أراده لحملوه على الاعناق والآخر لو أراده لامكنه على السندس والإستبرق.

 

ويقول السمعاني سمعت أبا بكر محمد بن القاسم الشهرزوري بالموصل يقول كان شيخنا أبو إسحاق إذا أخطأ أحد بين يديه قال أي سكتة فاتتك، قال وكان يتوسوس يعني في الماء، وسمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول كان أبو إسحاق يتوضأ في الشط، ويشك في غسل وجهه، حتى يغسله مرات، فقال له رجل يا شيخ ما هذا؟ قال لو صحت لي الثلاث ما زدت عليها، قال السمعاني دخل أبو إسحاق يوما مسجدا ليتغدى، فنسي دينارا، ثم ذكر، فرجع، فوجده، ففكر، وقال لعله وقع من غيري، فتركه، قيل إن ظاهرا النيسابوري خرج لابي إسحاق جزءا، فقال أخبرنا أبو علي بن شاذان، ومرة أخبرنا الحسن بن أحمد البزاز، ومرة أخبرنا الحسن ابن أبي بكر الفارسي، فقال من ذا؟ قال هو ابن شاذان، فقال ما أريد هذا الجزء، التدليس أخو الكذب قال القاضي أبو بكر الانصاري أتيت أبا إسحاق بفتيا في الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى