مقال

الدكرورى يكتب عن منهيات شهر رمضان ” جزء 6″

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن منهيات شهر رمضان ” جزء 6″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السادس مع منهيات شهر رمضان، فهلا نظر بعضهم إلى بعضهم، بدلا من أن ينظروا إلى هذه الشاشات، لو كان شيئا مفيدا فلينظر ويتعلم، فربما يكون فى بعضها علم نافع، أو تذكير، ولكن المسلم لا ينسى أهله والجلوس معهم فى هذه الأوقات العظيمة، فشهر رمضان من أهم المواسم التي تفضل الله بها على عباده، وجعل للعمل المشروع فيها ثوابا جزيلا، فالكيّس من تجهز وشمّر عن ساعد الجد لكى يفوز بالفضل العظيم الذي يناله مستثمرو هذا الموسم المبارك، ووضع نصب عينيه أنه عمل أيام معدودات يُرجى منه عتق رقبته من النار، فهو غرم يسير وغنم كبير، والمغفل من لم يرفع له رأسا، ولم يبال بأن ينقضي هذا الموسم وهو صفر اليدين من غنائمه الجزيلة، وفرق ما بين الصنفين، والمسلم إذ يستقبل هذا الموسم المبارك جدير بأن يتجهز له.

 

من خلال التجهز له بالعبادات القلبية بأمور منها أن يحمد الله على النعمة التي أنعم بها عليه حيث بلغه شهر رمضان معافى، وتلك نعمة تمناها من لم ينلها ممن مات قبل أن يدرك رمضان، أو أصيب بمرض لم يستطع معه أن يصوم، ومنها أن يخلص التوبة لله من ذنوبه فإن شؤم المعاصي مما يحرم الإنسان من نيل الخيرات، فمن أحسن ما يفعله المسلم بين يدى الأمور المهمة أن يتوب إلى الله تعالى، ومنها أن يكون صيامه وقيامه طيلة الشهر وقيامه فى تحريه ليلة القدر إيمانا واحتسابا لأن الغفران الموعود به لهذه الأمور مقيد بذلك، وأيضا مراعاة آداب الصوم التي هى روحه، وذلك بالكف عن المنهيات القولية والفعلية فإن الصوم تزكية وتطهير وسمو بالنفس فى آفاق النقاء لما فيه من تضييق مسالك الشيطان بترك الأكل والشرب ولما فيه من التعود على ترك المألوف المرغوب.

 

والصائم الذى ترك ما أحل الله له من الطعام والشراب وغيرهما لا ينبغي له أن ينتهك ما لا يحل فى جميع الأوقات من الزور والغيبة والبغى، وأيضا الإكثار من الطاعات، فإن ازدياد العمل فى الأوقات الفاضلة مشروع، فمن الطاعات التى يشرع الإكثار منها في هذا الشهر المبارك هو تلاوة القرآن، فرمضان شهر القرآن ومنها الصدقة والإنفاق في وجوه الخير، وكذلك الدعاء بالخير أثناء الصيام وعند الفطر، فالحالة التي ينبغي أن يكون عليها الصائم من التقرب إلى الله تعالى بما افترضه عليه، ومن البعد عن المنكرات حالة يرجى فيها أن يستجاب فيها للعبد، وفي أثناء آيات أحكام الصوم فقال الله تعالى كما جاء فى سورة البقرة ” وإذا سألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداعى إذا دعان فليستجيبوا لى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون” وقال بعض المفسرين “وهذه الآية المتخللة بين أحكام الصوم إرشاد إلى الاجتهاد في الدعاء في الصوم والفطر”

 

وقد صح فى الحديث أن دعوة الصائم من الدعوات التي لا ترد، وقد حل شهر رمضان هذه السنة والعالم فى غمة فينبغى لكل مسلم أن يجتهد فى الدعاء بأن يكشفها، وأن يشفي من أصيب بها، ويرحم من توفي بسببها، وأن يجزي قيادتنا خيرا على ما بذل فى سبيل تأمين المجتمع من هذا الوباء وأن يجزى الجهات المختصة خيرا على جهودهم المباركة، وأود التنبيه على أن قيام رمضان المرغب فيه لا يشترط له أن يكون في المسجد، فالقيام يتأدى بالصلاة في البيت، وإنما القيام في المساجد جماعة سنة، فإذا تعذرت هذه السنة لهذا المانع، فليقم المسلم في بيته مؤمنا محتسبا وقيل أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت “كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، ولكنه كان أملككم لإربه” متفق عليه.

 

واللفظ لمسلم، وزاد فى رواية ” فى رمضان” وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما “أن النبى صلى الله عليه وسلم احتجم وهو مُحرم، واحتجم وهو صائم ” رواه البخارى، وعن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل بالبقيع وهو يحتجم في رمضان، فقال” أفطر الحاجم والمحجوم” رواه الخمسة إلا الترمذى، وابن خزيمة، وابن حبان، وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم، فمر به النبى صلى الله عليه وسلم فقال” أفطر هذان، ثم رخّص النبى صلى الله عليه وسلم بعد في الحجامة للصائم، وكان أنس يحتجم وهو صائم، رواه الدارقطنى، فهذه الأحاديث تتعلق بمباشرة المرأة حال الصيام، وبالحجامة، أما مُباشرة المرأة في الصيام فلا حرج في ذلك لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقبّل وهو صائم، ويباشر وهو صائم، فلا حرج في ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى