مقال

فلسطين تنجب المعجزات.

جريدة الأضواء

فلسطين تنجب المعجزات.

كتب / يوسف المقوسي

 

ما كان سراً، بات علناً. وما كان عاراً، صار مجداً. وما كان يُخشى افشاء سره، بات يُعلن، على الملأ، وبحضور دول عظمى، ودول اقليمية وغربية. عبور من “العروبة” المغيبة و”الاسلام المؤجر” إلى الاخاء “العربي الاسرائيلي”. وجاء ذلك بعد اتمام مراسم الطلاق الابدي، مع فلسطين. وبدا، أن هذه الطمأنينة التي تركن اليها هذه الأنظمة، بمباركة وحماية الرعاة الدوليين الدائمين لإسرائيل، في كل ما ارتكب من حروب وظلم وتعذيب ونفي واخضاع للشعب الفلسطيني بدا أن هذه الطمأنينة، افسحت لحكام هذه الأنظمة، التبشير بالسلام الاسرائيلي فقط، انطلاقاً من أن المسألة الفلسطينية هي في عهدة “الدولة الاسرائيلية الشقيقة”، التي ستجد حلاً لها .

من كان يتخيل أن هذا سيحدث. قليل جداً. باستثناء نخب قليلة، درست طبيعة الأنظمة العربية، وبنيتها، وأساليب حكمها، وقوة عصبياتها، وفجاعة سرقاتها، وعبقرية البناء على الضعف، وتسريب مهمات التخلي. ولكن الأفدح، كان علنياً ومكلفاً. الحروب العربية العربية، كانت لحذف فلسطين من جدول الاعمال العربي العام. تركوا لفلسطين أن تلجأ إلى أفشل مؤسسة عربية، “جامعة الدول العربية” الركيكة بإرادتها ثم إدارتها.. حروب الأخوة الأعداء كانت الكارثة. العداوات بين الانظمة “القومية” التي استولت على السلطة في سبع دول عربية والحروب الكلامية والامنية، بلغت حداً من العداء. جعل من اسرائيل راقصاً لعوباً متفرجاً، على “الهيرا كيري” العربية. حافل ملف التخلي، ولكن لا أحد كان يتوقع، أن تصبح “اسرائيل” الأب الجيد لدول تسحل شعوبها، وغالباً ما تلمح شعاراً عربياً جديداً: “شكراً اسرائيل”.

هي غزة هناك. هي جنين هناك. هم الفتيان والفتيات هناك الفتيات هناك. هي القضية، كل القضية. هي الدين كل الدين في خدمة القبضة والطلقة والموقف.. فلسطين منذورة لشعبها ولو اجتمع العالم كله ضدها.. مئة عام من الصمود والقتال والتضحيات والخسارات و… لم تقدر ولم تقنع الفلسطيني بأن يتقاسم وطنه مع الاحتلال

خلف هذه النكبات العربية، دولة عظمى، قامت في تاريخها على الارتكاب والحروب الاجرامية. وهذه، ترى في اسرائيل علماً ازرق، ستزداد فيه النجوم، وستكون بعد ذلك، دول التخلي التام عن فلسطين.

 

لا بد من العودة الى الذاكرة العربية لتعزيلها من النفاق السياسي من المحيط الى الخليج. ولا بد من إلقاء تحية الوداع لأنظمة الخداع “الديني” و”القومي” و”القطري” و”الكياني” و”الطائفي” و”المذهبي”.. هؤلاء حشوا الذاكرة بالكلام الذي تناقضه المواقف.

ولا بد من تأسيس ذاكرة جديدة. بدايتها من فلسطين. فلسطين هي “الحية الوحيدة” في طابور الموت العربي. فلسطين منذورة لشعب موشوم بنبوة النضال وموعود بالانتصار. الشعب الفلسطيني يعود كل مرة، ليمسك بالزمن العربي ويدله على عقارب الوقت النضالي.

 

فلسطين، يا عالم اليوم، تنجب المعجزات. ليس لجرأتها حد. جيل خلف جيل خلف اجيال. قد يقال: هذه مبالغة. كلا وألف كلا. لا شيء يشبه الانتصاب الفلسطيني الدائم. “منتصب القامة أمشي” ونمشي. هي غزة هناك. هي جنين هناك. هم الفتيان والفتيات هناك. هي القضية، كل القضية. هي الدين كل الدين في خدمة القبضة والطلقة والموقف.

أغلب الظن، ان اسرائيل تشعر بالقلق. تريد الأمن والارض. ولكنها تعرف جيداً جداً. ان امنها لا يمكن ان يأتيها من دول الخليج ودول التخلي، من الغرب الى “عربان الفرنجة”. امنها مهدد من غزة وشعبها، من المقاومة في لبنان، ومن يدعمها، هنا وجعها. انها تهرب الى حيث لا ملجأ لها. لا أمن يأتيها من دول تستعير الامن من اميركا والغرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى