كم نحتاج لرجل من طينة العقاد ليصحح لنا المسار..
ب/المسعود..الجزائر
من غرائب الصحافة المكتوبة في بعض الوسائل هو تهميش جمالية اللغة و تركها مليئة بالذباب الإملائي و الأخطاء التي من المفروض أن لا يكون مكانها المقال الصحفي مهما كانت الحجج و الأسباب..
منهم من قال إن المقالات المثخنة بالأخطاء كتابات مستهلكة،و منهم من قال بأنها شيء عادي فهي ليست كتابات راقية كنصوص الكتب و الروايات..
العديد من المحررين اعتادوا تمرير كل شيء تقريبا من كتابات يومية بحجة دعم المواهب و دعم الساحة الصحفية لتغطية الفراغ..حتى تحول أغلبهم إلى المثل القائل” لا يسمع و لا يرى و لا يتكلم”..
بين هذا و ذاك ضاعت اللغة العربية و انتشرت الأخطاء حتى تحولت إلى مفاصل في المقالات لا بل و تحولت تلك الأخطاء إلى صواب..!! فغالبا ما يتم تكريم الفاشلين لغويا و إحباط المبدعين..
و الحجة الكبرى هي تلك الشهادات التي يتحصل عليها هؤلاء..و بالكاد يذكرون سيدي المرحوم الأديب عباس محمود العقاد الذي تجاوز عقولا في زمنه و في زمننا و هو الذي رفض الدكتوراه الفخرية من جامعة القاهرة، وكأنه كان يريد أن يعلمنا بذلك بأنه فوق الدكتوراه..كان ظاهرة و ما زال رحمه الله..
اليوم تسقط اللغة رغم الشهادات و رغم الدكتوراه و رغم العصرنة و سهولة المعلومة..!! و كم نحتاج لرجل من طينة العقاد ليصحح لنا المسار..