مقال

الدكروري يكتب عن حب الوطن غريزة فطرية “جزء 2”

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حب الوطن غريزة فطرية “جزء 2”

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

فإنه لا تعارض بين هذه الانتماءات ولا مساومة عليها، بل هي دوائر يحوي بعضها بعضا، وإن من المغالطة الإيهام بالتعارض بين الوطينة بمفهومها الطبيعي وبين الإسلام، وإن تصوير هذا التعارض ليس إلا حيلة للنيل من الإسلام واستغلالا للمحبة الغريزية للوطن لإيهام الناس بأن التمسك بتفاصيل الشريعة يعطل بعض مصالح الوطن، وذلك عبر مصادمة أحكام الشريعة لمطالب الوطنية، فإننا لا نريد أن نقابل غلوّا بغلو، بل يجب ألا نستفز من قبل من غالى في الوطنية ورفع شعارها ندّا للإسلام ليجعلنا نتجاهل حقوق الوطن ونتساهل فيه، بل يجب ألا نسير بغفلة خلف الشعارات المستوردة والمصطلحات الدخيلة، وإن المفهوم المستورد للوطنية مفهوم يرفضه الإسلام، وهو مستحدث في ثقافتنا وحضارتنا، وهو معنى فاسد حين يجعله وثنا تسخّر له كل المبادئ ولو عارضت الإسلام.

 

ويؤدي إلى إقصاء شريعة الله وتقسيم الناس إلى أحزاب وطوائف تتباغض وتتناحر ويكيد بعضها لبعض، وتفتح الباب واسعا أمام العدو لتحقيق أهدافه ومراميه، فقد قال الله تعالى فى كتابه الكريم فى سورة المؤمنون ” وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ” وكما أن الوطن هو مصدر الفخر والبهاء لاى فرد من أفراده وحصن الحماية عند التعرض لأي خطر، والوطن هو كل ما يحيط بنا فى بلدنا الجميلة من أرض وهواء وماء والناس واماكن وعادات وتقاليد وتاريخ قديم ومعاصر وانجازات نفخر بها و أشخاص هم المثل الاعلى لكل شاب وفتاة نبتوا من أرض هذا الوطن العزيز, فالوطن ليست كلمة يعرف بها من أين أتى الشخص ولكن من الممكن أن يكون الوطن هو أصل فخر هذا الشخص أمام كل الأمم، فيا وطننا الحبيب يا من تفضلت بالخير على ملايين سبقا وملايين يحيون داخل أطرافك.

 

وملايين يأتوا فى مستقبل نتمنى من الله ان يجعله مزدهرا مليئا بالانجازات، وطننا هى مصر الحبيبة التى يعرف عنها انها ام الاوطان خير الأمم بلد الحضارة والتاريخ، فهى أرض الديانات ومهد الرسل والرسالات السماوية ممر العائلة المقدسة، عائلة السيد المسيح، وهى الأرض التى عليها نشأ عليها العلماء وهى الأرض التي حباها الله تعالى بالموقع المتوسط بين كل قارات العالم, ووهبها مناخا معتدلا معظم أوقات العام، وهى أرض النيل رمز الحياة ياله من وطن جميل عزيز يتشرف به كل من ينتمى اليه ويفخر بأن اسم هذا الوطن قد تم كتابته فى شهادة ميلاده بطاقته الشخصية ووثيقة سفرة تلك كلها وثائق هناك كثير من أهل هذا العالم يتمنون لو كانوا يحملوها كرمز للاصالة التى طالما عشنا بها فى كل ارجاء وطننا الحبيب، وقد أكد الإسلام على ضرورة حب الوطن والحفاظ على وحدته والدفاع عنه ضد أي مخاطر.

 

فالوطن للإنسان من أفضل النعم التي يمن الله بها عليه، فحب الوطن مرتبط بحب النفس ويتفوق عليه, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعشق وطنه مكة المكرمة وكان شديد الحزن عندما أجبر على الهجرة منها الى المدينة المنورة بسبب اضطهاد الكفار له وللمسلمين الجدد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مفارق مكة عند الهجرة ” والله إنى أعلم أنك خير أرض الله وأحبها إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجب ” وهذا دليل على عمق حبه صلى الله عليه وسلم لوطنه، وترسخ به في قلبه إلى درجة جعلت قلبه صلى الله عليه وسلم يكاد ينفطر حزنا على فراق وطنه العزيز، وفى هذا تأكيد على أن الإنسان لا يبخل بأى جهد من أجل مصلحة وطنه والحفاظ على مقدراته ومنع اى خطر قد يسبب اى ضرر لهذا الوطن حتى لو كان المقابل هى حياة الانسان نفسه.

 

فقد ربط الله تمام الإيمان والصدق فى العقيدة بالتمسك الوطن حتى لو كان الإنسان خارج هذا الوطن ولو مجبرا فإن نصر الله له قريب طالما كان حبهم لوطنهم عن قناعة وعدم رياء، ويجب على كل افراد المجتمع ان يعملوا على نجاح وطنهم وذلك بالحرص على التعلم الجيد والبعد عن الجهل مما يعزز موقف وطنهم أمام كافة الأمم أن به الكثير من العلماء والمثقفون القادرون على حمل لواء العلم والسعي إلى الحفاظ على قدرة هذا الوطن فى التصدي لأي هجمات عدائية او فكرية عن طريق اى حاقد، وكما يجب على كل مواطن الحفاظ على نظافة وطنه بعدم إلقاء القمامة بالشوارع وعدم تلويث الهواء بعادم السيارات وعوادم المصانع والحفاظ على مصادر المياه العذبة كنهر النيل مثلا من التلوث عن طريق فرض قوانين وضوابط تمنع الناس من إلقاء ما يلوثه، بالاضافة الى انه يجب على كل مواطن أن يحرص على ابتكار الأفكار الخلاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى