مقال

الدكروري يكتب عن الحلال والحرام في الشريعة الإسلامية ” جزء 4″

الدكروري يكتب عن الحلال والحرام في الشريعة الإسلامية ” جزء 4″

بقلم / محمــــد الدكـــروري

 

وهذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي رآه النبى صلى الله عليه وسلم في المنام فقال “رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت لمن هذا القصر؟ قالوا لعمر، فذكرت غيرته فوليت مدبرا” فبكى عمر بن الخطاب وقال “أعليك أغار يا رسول الله” متفق عليه، وهذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه، الذى اعتبره النبى صلى الله عليه وسلم أشد أمّته حياء، وقال صلى الله عليه وسلم فيه “ألا أستحيي من رجل تستحيى منه الملائكة” رواه مسلم، وهذا هو الإمام على بن أبى طالب رضي الله عنه، الذى بين مكانته النبى صلى الله عليه وسلم فقال فيه “أنت مني وأنا منك” رواه البخارى، وقال صلى الله عليه وسلم له “أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى” متفق عليه، فهؤلاء هم الخلفاء الراشدون، حملة ألوية الدين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، بهذه المكانة العالية التي شهد بها القرآن والسنة.

 

يلقون من بعض الأقلام المأجورة الطعن والتنقيص، بل السب والشتم، بل ولقد شرعوا قبل ذلك في تشويه صورة أوعية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم الإمام البخارى، فلما أعياهم ذلك، دلفوا إلى الصحابة الكرام، فبدأوا بأبي هريرة رضي الله عنه، وطعنوا في كثرة رواياته للحديث، غيظا وحنقا أن يتميز هذا الصحابى الجليل بهذه المنقبة العظيمة، فلما لم يجدوا لسمومهم أثرا، أخذوا يجرحون في أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، ويرمونها بأقبح الصفات، وأرذل النعوت، ثم تفرغوا إلى الصحابى الجليل عثمان رضي الله عنه، وجعلوا منه محرضا على الفتنة، لما أمر بحرق المصاحف سوى المصحف الإمام، الذي يوجد اليوم بين أيدينا سالما محفوظا كما أراده ربنا عز وجل، وتناسوا أن هذه من أعظم مناقب هذا الرجل الصالح، الذي قيضه الله تعالى، ليحقق به مقصد الآية الكريمة كما جاء فى سورة الحجر” إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”

 

وإن السب هو الشتم، وهو كل كلام قبيح يوجب الإهانة والاستخفاف، وإن سب الصحابة سياسة بذر بذورها اليهود، للتشويش على المسلمين فقيل أنه قد جاء في البروتوكول السابع عشر، من بروتوكولات حكماء صهيون، ما نصه “وقد عُنينا عناية عظيمة، بالحط من كرامة رجال الدين، من الأميين، وهم غير اليهود في أعين الناس، وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم، التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤودا في طريقنا” ولقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أن ينعت أصحابه بالتنقص، وجعل سبهم كبيرة عظيمة، ترتقي بمن اعتقد فسادهم وطعن في عدالتهم إلى الكفر، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه” رواه مسلم، ولعظم هذا الجرم، يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

 

“من سب أصحابى، فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين” رواه الطبرانى، ولقد قال أبو الحسن الأشعرى “وندين بحب السلف، الذين اختارهم الله تعالى لصحبة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ونثنى عليهم بما أثنى الله به عليهم، ونتولاهم أجمعين، وندين بأن الأئمة الأربعة، خلفاء راشدون مهديون فضلاء، لا يوازيهم في الفضل غيرهم” وهل نحن مأمورون بغير ذلك؟ فيقول الله تعالى فى سورة الحشر ” والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل فى قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم” وقد قال الحميدى في كتاب أصول السنة” فلن يؤمن المؤمن إلا بالإستغفار لهم، فمن سبهم أو تنفصهم أو أحدا منهم فليس على السنة” ومن جميل كلام الأَصبهانى في كتاب الإمامة “فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم فى حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه”

 

ولقد عاقب شرعنا المتطاولين على الصحابة الكرام بالتأديب والتعزير من طرف أولياء الأمور، حتى يتوبوا إلى الله من فعلتهم، فقد نقل القاضي عياض عن الإمام مالك قوله “من شتم النبى صلى الله عليه وسلم قتل، ومن شتم أصحابه أدب” وقال أيضا “وإن شتمهم مشاتمة الناس، نكل نكالا شديدا” وعنه أيضا قال “من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو كان فى قلبه عليهم غل، فليس له حق فى فيء المسلمين” وإعلم أنك موقوف يوم القيامة بين يدي القاضي العدل سبحانه، لتحاسب على كل ما سطرته يدك أو قلته فى حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الصحابة الكرام، فقد قال تعالى فى سورة ق ” ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد” فلئن وجدت اليوم المرتع خصبا، فتمضمضت بأعراض الصحابة الأطهار، فمن يجيرك يوم القيامة من بطش الواحد القهار؟ فكما قال القائل تذكر وقوفك يوم العرض عريانا، مستوحشا قلق الأحشاء حيرانا، والنار تلهب من غيظ ومن حنق، على العصاة ورب العرش غضبانا، اقرأ كتابك يا عبدي على مهل، فهل ترى فيه حرفا غير ما كانا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى