مقال

الدكروري يكتب عن التوصل إلى الإله الحق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن التوصل إلى الإله الحق

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن العقل يقضي بوجود خالق للأكوان، مُسير لها، قائم على أمرها، مسيطر عليها، فيسلم لهذا، فيهتدي بعقله بأن هذا الإله واحد، لقطع الخلاف والنزاع الذي يُوجده تعدد الآلهة، ولا بد أن يكون لهذا الإله الجمال والكمال حتى يتميز عن خلقه، ويكون غالبا على أمره، لا راد لحكمه، فمن أطلق لعقله العنان، جنح به عن الصواب، فأي عقل سليم عنده ذرة فهم وذوق يقر بأن تعبد حيوانات مثل البقر؟ بل يتدنى الذوق إلى عبادة الفئران وإلى ما هو أحط من ذلك، ويصل إلى هذه المنزلة من يظن به رجاحة العقل، فلا بد للعقلاء أن يقفوا على مراد ربهم، والغاية من خلقهم، فمن توصل إلى الإله الحق، وعمل بغاية الخلق، سعد ورشد بعقله، وكان في الدنيا من أهل الذوق، وإلا فهناك كثير كل الذي أشقاهم هي عقولهم، فأضحكت منهم العقلاء، بوقوعهم في شر البلاء، فاستعملتهم الشياطين، وجعلتهم من أهل الجحيم، فهل من العقل أن يصل الفأر مع قبح منظره وعجزه وحقارة شأنه.

 

إلى أن يكون إلها؟ كيف يا عقلاء؟ بل حتى البشر من القبيح أن يتألهوا مهما بلغوا، فإذا كان يشترط للرسل أَمارات وعلامات يتميزون بها لتدل على صلتهم بالرب القدير، فلا بد وأن يكون للإله الحق كذلك علامات، أقلها أن يخلق من عدم، فإذا كان يشترط للرسل أمارات وعلامات يتميزون بها لتدل على صلتهم بالرب القدير، فلا بد وأن يكون للإله الحق كذلك علامات، أقلها أن يخلق من عدم، وأن يملك النفع والضر، والموت والحياة والنشور، ويغير الأمور، ويدفع الأقدار، ويقوم على أمر كونه، فلا ينبغي أن يكون إله مثله في كونه، فكيف لا يقدر على من هو أقل منه، فيغلبه النوم والسنة، ويأخذه الجوع والعطش، ويمرض ويموت، تماما مثل خلقه؟ فضلا عما يحمله في بطنه من فضلات تلجئه إلى استعمال الحمام، وقد يتطور به الأمر إلى ما هو أسوأ من هذا، أي عقل يقبل مثل هذا؟ فإذا كان ثمة عقل أدرك صاحبه، أن ما يحدث حوله.

 

هو حرب على الحق والعقل والثوابت، وهذا من باب حرب الإسلام ورد الدين، وإن كانت دعاوى الباطل والسفاهات تجد من الأتباع والأعوان من يتمسكون بها، ويدعون إليها، ولا يقبلون التغيير فيها، فكيف يقبل عقل عاقل أن يرتد عن دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كل أصحابه؟ حتى إن الذين ثبتوا منهم هم الذين لا يحفظون له شيئا، وبالتالي لم ينقلوا عنه، على الرغم مما نقل عن دعوته وعالميتها، يأتي من يقول إن جميع أتباعه ارتدوا إلا أربعة أو ستة، رغم أنهم يقرون بأن أتباع دعاة البدع والأضاليل ثبتوا ولم يرتدوا، والواقع يشهد، فإن كثيرا من أتباع أعداء القيم والمبادئ السامية ما زالوا على عداوتهم وباطلهم، ولهم أتباع في كل زمان ومكان، وخير شاهد هم وكل دعاة الوثنية عباد الحجارة منذ آلاف السنين، ما زالوا على أمرهم يعبدون الحجارة والصور وغيرها مما لا يقبله عقل عاقل، فما بالكم بالدعوة إلى القيم والمبادئ، والعفة والطهارة.

 

وفعل الخيرات واجتناب المنكرات، لدخول جنة عرضها الأرض والسماوات، كيف يرتد الجميع عنها كما يزعم البعض، وكثير من الأصحاب كان يحمل القرآن والسنة؟ فكما سوف يدرك صاحب العقل أن الطقوس التي يقوم بها بعض الضلال المبتدعين من شق للثياب، ولطم للخدود، وجرح بعضهم لبعض كبارا وصغارا بالسيوف والخناجر والآلات الحادة، والمشي على الجمر، والسجود على القبور لأصحاب القبور، بل السجود لبعض الأحياء منهم ممن غلوا فيهم لهي طقوس شيطانية تتنافى مع العقل السليم في ذاتها وفي مخالفتها لأصل دين الرحمة، دين الله أرحم الراحمين، ومنهج نبي الرحمة حيث قال تعالى فى سورة الأنبياء ” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” وهل من العقل أن يحرّم الزنا للحفاظ على الأنساب وصيانة الأعراض والمجتمعات، ودفع الأمراض الفتاكة، ليدخل على المرأة رجل واحد، ولا يتعدد عليها الرجال حتى لا تكون ألعوبة .

 

ولا ملتقى لجمع وتكوين الأمراض، والكثير من مساوئ الزنا، حتى يُحله هؤلاء دون ضوابط لعقد شرعي، يحفظ حقوق المرأة ويكفل لها الصيانة والطهارة، ويجعلها ألعوبة لزواج المتعة، الذي لا يختلف عن الزنا، حتى إنه لا يكون برضا المرأة نفسها، فإذا امتنعت المرأة خرج عليها الآلهة من أئمتهم وسادتهم وكبرائهم لينذروها بالعذاب المستمر، والشر المستطير لمن ترفض الزنا، المقنن عندهم بزواج المتعة؟ وأدهى وأمر أن هؤلاء الأراذل الساقطين يكفرون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويتهمونهم بأبشع التهم التي هي في هؤلاء الأراذل الساقطين أنفسهم، والأصحاب هم الذين عزروا النبي صلى الله عليه وسلم، ونصروه ووقروه، وأنفقوا مِن أجله كل غالى ونفيس، وبذلوا النفس ودافعوا عنه، وأوصلوه لنا بهذه الصفات والمبادئ الطاهرة النقية، وهم لا يكفرون الصحابة فحسب، بل ويتهمون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بأقبح التهم.

 

ويصفونه بصفات لا تقبل على العامة، فما بالكم بأهل الله وخواصه؟ وكذلك الإمام علي رضي الله عنه، فلم ينجو أحد من غبائهم، أي عقل يصدق مثل هذا الغباء؟ وهل من العقل أن يدعي أحد كائنا من كان أن أورادهم التي تحمل السفه والكذب والضلال المبين أفضل من كتاب رب العالمين، أو أنها جاءت من عنده، على ركاكتها وضعف أسلوبها، بل قبح ما فيها؟ وينسبون هذا بكل وقاحة إلى الحضرة الإلهية، جاء به شيطانهم إليهم وهم نائمون، ونزل عليهم، وعلى العموم ما زال التحدي موجودا بين أهل الإسلام الحنيف من أتباع السنة ودفع البدعة، نطلب منهم أن يأتوا لنا بمثل هذا القرآن ولو بسورة، على زعمهم أنه يوحى إليهم، وأصل التحدي أن يأتوا بكلام مثل كلام الله الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحسبنا الله في نحور الحاقدين الكائدين لدين الإسلام الحنيف، لا لشيء إلا لأنه دين الرحمة والعفة والطهارة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى