مقال

الدكروري يكتب عن الصدقة تدفع البلايا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الصدقة تدفع البلايا

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن المسارعة إلى الخيرات دليل الحب والعبودية الحقة، فإن سرعة الاستجابة ناتجة عن حب الله ورسوله، والثقة بوعده، والإيمان به، فاتقوا الله واستجيبوا لربكم إذ دعاكم إلى المسارعة إلى مغفرته وجنته باستباق الخيرات، وعمل الصالحات من التقوى، والنفقة ابتغاء وجهه، والحلم والعفو، وغير ذلك من وجوه الإحسان، والتوبة من الفواحش، وظلم النفوس طمعا في مغفرة الله، وواسع رحمته، وفسيح جنته، فبادروا إلى ذلك، فاتقوا الله أيها المسلمون فإن هذه الدنيا دار عمل لا دار حساب، ودار للتسابق للخيرات والأعمال الصالحات، فالعمل الصالح هو زادنا في الآخرة، والعمل الصالح هو أنيسك في قبرك يا عبد الله، وإن الله تعالى أعطانا النعم، وكرمنا بالجوارح لنعبده، ولنتسابق إلى طاعته ومرضاته، فاجتهدوا أيها المسلمون في استغلال أوقاتكم بالطاعات.

 

واعمروا أوقاتكم بما يقربكم إلى رب الأرض والسموات، فإن الصدقة برهان على صدق صاحبها، وهى دليل على قوة إيمانه، وشديد تعلقه بربه، وإن الصدقة تطفئ غضب الرب، وبخاصة صدقة السر، وإن الصدقة محرقة للخطايا ومحو لها، وإن الصدقة وقاية من النار ولو كانت قليلة زهيدة، وإن الصدقة دواء للأمراض الحسية، فمن كان به مرض، أو بأحد أقربائه وأحبائه، ثم تصدق بنية الشفاء من هذا المرض، شفاه الله عز وجل، فقال صلى الله عليه وسلم “داووا مرضاكم بالصدقة” وقال ابن شقيق “سمعت ابن المبارك وسأله رجل عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به فقال اذهب فاحفر بئرا في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويُمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ”

 

ومما شاهده الناس وتواطأوا عليه، أن الصدقة تدفع البلايا عن صاحبها، وأن للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع أنواع البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم، لأنهم جربوه” وأن الصدقة توصل صاحبها إلى مقام نيل حقيقة البر، وأن المتصدق يحظى بدعوة الملك له بالإخلاف وزيادة الرزق كل يوم، والصدقة تزيد المال ولا تنقصه، وإن للصدقة باب من أبواب الجنة جعله الله للمتصدقين يسمى باب الصدقة، والصدقة تطهر المال من كل ما يشوبه من لغو، وكذب، وحلف، وغفلة، وإن الصدقة شعار المتقين، ولواء الصالحين المصلحين، وزكاة للنفوس، ونماء فى المال، وطهرة للبدن، ومرضاة للرب، بها تدفع عن الأمة البلايا والرزايا، وتطهر القلوب من أدران التعلق بهذه الدنيا وشهواتها وملذاتها فقال الله تعالى فى سورة التوبة.

 

” خذ من أموالهم صدقه تظهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم” وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، فوافق ذلك عندى مالا فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما قال فجئت بنصف مالى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما أبقيت لأهلك؟ قلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال ” يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ فقال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت لا أسبِقه إلى شيء أبدا” إنه عمق الإيمان، وصدق اليقين بالله، وإخلاص التوكل عليه، والشعور بجسد الأمة الواحد، وإلا ما الذى يدفع الصديق أن يخرج بماله كله، وعمر بنصف ماله؟ فقد روى الترمذى عن أبي كبشة الأنمارى رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ” ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه ”

 

“ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها، إلا زاده الله عز وجل بها عزا، ولا فتح عبد باب مسألة، إلا فتح الله عليه باب فق، وأحدثكم حديثا فاحفظوه، قال ” إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله عز وجل مالا وعلما، فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله عز وجل فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله عز وجل علما ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول لو أن لى مالا لعملت به بعمل فلان فهو بنيته، فأجرهما سواء، وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط فى ماله بغير علم، لا يتقي فيه ربه عز وجل ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما، فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان، فهو بنيته، فوزرهما فيه سواء” فلا تبخل بحق الله في مالك، فهو الواهب، وهو المانح، فإن مَنعت مُنعت، فأى المنعين أشد؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى