مقال

الدكروري يكتب عن صفة رسول الله

جربدة الاضواء

الدكروري يكتب عن صفة رسول الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقا وأكرمهم وأتقاهم فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال” كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا” رواه الشيخان وأبو داود والترمذي، وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت “ما رأيت أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم” رواه الطبراني، وقال تعالى مادحا وواصفا خُلق نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ” وإنك لعلي خلق عظيم” وقالت السيدة عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام قالت “كان خلقه القرآن” رواه مسلم، فهذه الكلمة العظيمة من السيدة عائشة رضي الله عنها ترشدنا إلى أن أخلاقه عليه الصلاة والسلام هي اتباع القرآن وهي الاستقامة على ما في القرآن من أوامر ونواهي وهي التخلق بالأخلاق التي مدحها القرآن العظيم وأثنى على أهلها.

 

والبعد عن كل خلق ذمه القرآن، وقال ابن كثير رحمه الله في تفسيره ومعنى هذا أنه صلى الله عليه وسلم صار امتثال القرآن أمرا ونهيا سجية له وخلقا فمهما أمره القرآن فعله ومهما نهاه عنه تركه، هذا ما جبله الله عليه من الخُلق العظيم من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خُلق جميل، وعن عطاء رضي الله عنه قال قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة، قال أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن ” يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء، بأن يقولوا لا إله إلا الله، ويفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا” رواه البخاري.

 

فاتقوا الله وخذوا بالأسباب التي تحيا بها قلوبكم وتلين، وتجنبوا الأسباب التي بها تقسو وتموت، فإن ذلك هو مناط سعادتكم أو شقائكم، وسلوا مولاكم أن يطهر قلوبكم من الغل والحقد، ومن الكبر والتعاظم على العباد والحسد، فقد قال صلى الله عليه وسلم “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه” وكما قال صلى الله عليه وسلم ” ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله، ومناصحة مَن ولاه الله أمركم، ولزوم جماعة المسلمين، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم” وقال صلى الله عليه وسلم “لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، ولا يكذبه ولا يحقره، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه” وعن السيدة عائشة رضي الله عنها.

 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “ما من مصيبة يصاب بها المسلم إلا كفر بها عنه، حتى الشوكة يشاكها” رواه البخاري ومسلم، ويقول الإمام النووي رحمه الله ” فيه تكفير الخطايا بالأمراض والأسقام ومصائب الدنيا وهمومها وإن قلت مشقتها، وفيه رفع الدرجات بهذه الأمور وزيادة الحسنات، وهذا هو الصحيح الذي عليه جماهير العلماء ” فإن الذنوب تكفرها المصائب والآلام والأمراض والأسقام، وهذا أمر مجتمع عليه والحمد لله” إذن فالابتلاء هو داء، بل هو رحمة وفضل من الله تعالى وارتقاء، فعليك أن تعتقد أن ما أصابك في هذه الدنيا من البلاء والمحن لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، فعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له ” ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك” رواه أبو داود.

 

ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة المجتمع كله وخاصة في العمل، لا يأنف من أي عمل يدوي يقوم به ما دام مشروعا وذلك في زمان قد أنف فيه كثير من الأحرار أن يعملوا لأن ذلك حرف العبيد لديهم، ففي صبا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد خرج في رحلات متتابعة للتجارة في مال السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها وقبلها كان يخرج في رحلة الشتاء والصيف إلى اليمن أو الشام مع عمه أبي طالب، وقد رعى الغنم في مكة قبل بعثته المباركة، وقال صلى الله عليه وسلم في ذلك ” ما بعث الله نبيّا إلا رعى الغنم” فقال أصحابه وأنت؟ فقال نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى