مقال

الدكروري يكتب عن الشباب والبطالة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الشباب والبطالة

بقلم / محمــــد الدكــــروري

 

لقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يجعل العمل الجماعي حلا دائما لمشكلة البطالة والحاجة، وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم طريقة المزاد الحديثة المعروفة على بعض مما يملك هذا الصحابي ليشتري به أدوات إنتاجه، فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال “أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال أما في بيتك شيء؟ قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما قال فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذينِ؟ قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم؟ مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمينِ فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمينِ وأعطاهما الأنصاري.

 

وقال اشتري بأحدهما طعاما فانبِذه إلى أهلك واشتري بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له اذهب فاحتطب وبع ولا أَرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرةَ دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجيء المسألة نكتة في وجهِك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم مُوجع” رواه أبي داود، وإن الشباب المسلم اليوم يجب عليه أن يكون كما كان في الماضي كيّسا فطنا، فلا يستجيب إلى ما لا يحقق للإسلام غاية ولا يرفع للحق راية، فكم يحرص أعداء الإسلام بكل السبل أن يوقعوكم في مطايا المهالك ومسالك الغواية.

 

والبُعد عن القيم الإسلامية السامية، ومبادئه السمحة اليسيرة التي تسلك بكم مناهج الوسطية والاعتدال، وتقودكم إلى رعاية المصالح وجلب المنافع لأنفسكم ولأمتكم، ولبلدانكم ولمجتمعاتكم، وإن من ينظر إلى حملة الإسلام الأوائل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن أكثرهم كانوا شبابا، قام عليهم الدين، وحملوه على أكتافهم حتى أعزهم الله ونصرهم ، فهذا الصديق رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والثلاثين وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يتجاوز السابعة والعشرين وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه لم يتجاوز الرابعة والثلاثين وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن تجاوز العاشرة وكذلك بقية العشرة رضي الله عنهم، وطلحة بن عبيد الله لم يتجاوز الرابعة عشر.

 

والزبير بن العوام لم يتجاوز السادسة عشرة وسعد بن أبي وقاص لم يتجاوز السابعة عشرة وسعيد بن زيد لم يتجاوز الخامسة عشرة وأبو عبيدة بن الجراح لم يتجاوز سبعا وعشرين وعبد الرحمن بن عوف لم يتجاوز الثلاثين وكذلك عبدالله بن مسعود، ومصعب بن عمير، والأرقم بن أبي الأرقم، وخباب بن الأرت، ومعاذ بن جبل وعشرات غيرهم، بل مئات كانوا شبابا، ومما يدل على كون مرحلة الشباب هي أفضل مراحل العمر، هو أن الله سبحانه وتعالى عندما يجازي الناس يوم القيامة، يجعل أهل الجنة شبابا لا يهرمون أبدا وذلك من كمال السعادة كما أن راحة الحياة وبهجتها غالبا ما تكون في مرحلة الشباب، فهي مرحلة يتطلع إليها الصغير، ويتمناها الكبير والشباب يذكرنا بفتية أمنوا بربهم فزادهم هدى.

 

وبفتي حطم أصنام الضلال بيده، وبنبي رأى برهان ربه فاعتصم عن الفحشاء، وبإنسان آتاه الله الحكم صبيا، فأخذ كتاب ربه بقوة الشباب، وحكمة الشيوخ وبشاب في الثامنة عشرة من عمره ولاه النبي صلى الله عليه وسلم أميرا، وقائدا للجيوش.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى