مقال

الدكروري يكتب عن وسائل تربية النفس

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن وسائل تربية النفس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد حض الإسلام الأبناء على طاعة الآباء فيما لا معصية فيه، وجعل الله تعالى للمسلمِ الذي يطيع والديه فيما لا معصية فيه أجرا عظيما في الآخرة، بل من الناسِ من أكرمهم الله بأشياء في دنياهم قبل ءاخرتهم بسبب برهم لأمهم، وإن الصلة بالله عز وجل هي من الجوانب التي ينبغي أن يعنى بها المرء في تربيته لنفسه، فهي وسيلة من وسائل تربية النفس، وبالإضافة إلى الاعتناء بالفرائض والبعد عن المعاصي، والاجتهاد بالنوافل فلابد من السعي لتطهير القلب من التعلق بغير الله عز وجل فصلاح القلب مناط تربية الصلة بالله عز وجل، بل هو مناط النجاة يوم القيامة ، فقال الله عز وجل على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام “ولا تخزني يوم يبعثون. يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم”

 

وفي هذه الآيات يدعو إبراهيم عليه السلام ربه أن يأتي يوم القيام بقلب سليم، وفي الآية الأخرى وصفه تبارك وتعالى بأنه جاء ربه بقلب سليم” وإن من شيعته لإبراهيم، إذ جاء ربه بقلب سليم” وأخبر صلى الله عليه وسلم عن منزلة القلب وأن الجسد كله يصلح بصلاحه، ويفسد بفساده “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب” وحين تصلح حال الإنسان مع الله، وتقوى صلته بربه تستقيم سائر أموره، وتعد الأسرة عماد المجتمع ونواته الصلبة، واللبنة الأساسية فيه، ولذلك عني الإسلام بها واهتم برعايتها رعاية كاملة، وبيّن أفضل الطرق والسُّبل لإقامتها على النهج القويم، وأمر الوالدين بإحسان تربية أبنائهم وحسن رعايتهم، وقد هيأ لذلك شتى الوسائل والسُبل.

 

فبدأ بحُسن اختيار الزوجين كل منهما للأخر، فيجب أن ينبني اختيار الزوج لزوجته والزوجة لزوجها على أساس الدين والتقوى لا على أساس غير ذلك، كالمال والجاه والنسب، ومن ثم دعا الإسلام إلى الاهتمام بالأولاد وإعطائهم كافة حقوقهم، فكما أن للوالدين حقوقا يجب على الأبناء أداؤها، فقد أعطى الإسلام لكل ذي حق حقّه، فكما للوالدين حق على أبنائهم وعليهم واجبات تجاههم، وكذلك العكس، فإن للأبناء حق على والديهم وعليهم واجبات تجاههم، وإن الإسلام فرض علينا حقوق وواجبات ومن هذه الحقوق هو حق الطفل علي أسرته من الوالدين وإن من أهم حقوق الطفل في الإسلام، هو اختيار الأم الصالحة له قبل يولد، فقد حرص الإسلام على أن تنشأ الأسرة في الأساس بزوج تقي وزوجة صالحة.

 

وفي ذلك أمر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم الزوج باختيار الزوجة الصالحة ذات الدين، فقال صلي الله عليه وسلم ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك” وإن من هذه الحقوق وأولها، هو أن تختار لابنك الاسم الحسن، وهذا من واجب الابن عليك، لا تختار له اسما يعير به وينادى به في الحياة وينادى به يوم العرض الأكبر، ففي السنن عن أبي الدرداء أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال “أحسنوا أسماء أبنائكم فإنهم يدعون بها يوم القيامة” أو كما قال صلى الله عليه وسلم “يوم يجمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد، يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وينادى أين فلان بن فلان؟ فيقوم على رءوس الأشهاد” فالواجب اختيار الاسم الحسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى