مقال

الدكروري يكتب عن عوامل سعادة الأسرة ونجاحها

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عوامل سعادة الأسرة ونجاحها
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحضارة الإسلامية في جوهرها هي حضارة أخلاقية وذات عناصر جمالية وتاريخية، وكما هي تساع رائع في معارفنا المادية وقوانا، وإن كل هذا لايكون جوهر الحضارة فقط، وإنما يتوقف هذا الجوهر على الاستعدادات العقلية عند الأفراد والأمم القاطنة في العالم وما عدا هذا فليس إلا ظروفا مصاحبة للحضارة لا شأن لها بجوهرها، وأن الأعمال المبتكرة، والفنية، والعقلية، والمادية لا تكشف عن آثارها الكاملة الحقيقية إلا إذا استندت الحضارة في بقائها ونمائها إلى استعداد نفسي يكون أخلاقيا حقا، وإن الحضارة بكل بساطة، معناها بذل المجهود بوصفنا كائنات إنسانية، وأحوال العالم الواقعي، وكما قيل بأنها هي تركيب ثلاثة عناصر أو ناتج حضاري يساوي إنسان مع تراب مع وقت، وأن الحضارة تبدأ بظهور فكرة دينية.

ثم يبدأ أفولها بتغلب جاذبية الأرض عليها بعد أن تفقد الروح ثم فقد بعث الدين في المسلم وهو العقل، ويعبر عن ذلك في المعادلة المعروفه وهي الانحطاط وهو يساوي انحطاط النفس وانحطاط الروح مع انحطاط العقل وإن عاد إلى حيث ما كان فهو إنسانا روحا محركا للحضارة فلم يلبث بعد فترة قضاها في الخلافات والحروب بدائيا، ولقد توصلت جميع الدراسات إلى وجود ستة عوامل رئيسية تؤدي إلى سعادة الأسرة ونجاحها، وتكمن فى الالتزام، ويقصد به أن كل فرد في الأسرة يعرف جيدا حقوقه وواجباته، ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة وحقوقها وواجباتها، ولديه إحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة وحقوقها وواجباتها، بحيث يضع الأسرة في المقام الأول، ولكن هذا بالطبع لا يلغي أن يكون للفرد حرية شخصية.

والتواصل الإيجابي وهو ضرورة لتطور علاقات الأفراد، ويساعد على إحساسهم بالإشباع والرضا، حيث يلعب التواصل دورا مهما في تسيير العلاقات بين أفراد الأسرة ويجعلها مرنة وفي الوقت نفسه قوية في مواجهة الخلافات مثل مواجهة ضغوط الحياة اليومية، ومن أشكال التواصل هو المشاركة الروحية، والمشاركة الوجدانية، والمشاركة الفكرية، والمشاركة الاجتماعية، مما يمكن الأفراد في الأسرة الواحدة من التعبير عن أنفسهم بكل صراحة ووضوح، وأيضا من العوامل هو التوافق الروحي، حيث أنه من المهم وجود الترابط الروحي والمعنوي إلى جانب الترابط المادي والذي يجعل الأفراد على قدر أكبر من التماسك والتقارب في الأسرة الواحدة، كما تكون لديهم القدرة على حلّ الخلافات بطريقة فعالة.

ويتسم سلوكهم بالنضج، وتكون لديهم القدرة على التعلم من الخبرات السابقة، وكذلك القدرة على مواجهة الضغوط النفسية، ويقصد بذلك القدرة على مواجهة الصعاب النفسية، والقدرة على منع المشكلات قبل حدوثها، وحتى إن حدثت المشكلات يجدر بالأسرة أن تحاول التخفيف من وقعها، ومن الأخطار المترتبة عنها، وتواجه الصعاب بصبر وهدوء دون توتر وقلق ودون تحميل الآخرين المسؤولية، وكذلك التقدير والمحبة، ويقصد به إظهار التقدير والمحبة بين أفراد الأسرة الواحدة الذي من شأنه أن يخفف من روتين الحياة، حيث إن كلمات الحب والتقدير التي يتبادلها أفراد الأسرة من وقت لآخر من شأنها أن تشعر كل فرد بأهميته، ويتجلى ذلك في استراتيجيات النقد في الأسرة الواحدة التي تقوم على ذكر المحاسن قبل توجيه النقد.

وأيضا قضاء الوقت سويا وذلك من خلال تناول الوجبات وقضاء العطلات وأوقات الفراغ معا، وغيرها من المواقف التي تدعم أواصر المحبة بين أفراد الأسرة، فالأسرة السعيدة تسودها علاقات مباشرة ومستمرة وتتضمن شعورا قويا بالانتماء والارتباط الجماعي، والأسرة هي السبيل الأساسي لتربية الأولاد تربية إسلامية متمسكة بالأخلاق الفاضلة، إذ تكون تربية أولادها هي مسؤوليتها حتى ينشأ الأفراد فيها متخلقين بالأخلاق الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة، والبُعد عن الرذائل والدنايا والسفاسف التي نهى عنها الإسلام، فالأسرة هي المسؤولة عمّا تورثه لأولادها من الأخلاق، ويظهر ذلك من خلال التزام أفرادها بتعاليم الإسلام، إذا كان أساس الأسرة، وهم الأب والأم القدوة الصالحة، ملتزمين بشريعة الله عز وجل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى