مقال

ثابت أبو الدحداح 

جريدة الاضواء

ثابت أبو الدحداح

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله مع الصحابي الجليل أبا الدحداح وهو ثابت بن الدحداح وقد شهد غزوة أحد مع رسول الله صلي الله عليه وسلم، فلما رأى انكشف المسلمين وسمع منادي المشركين يدعي قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول : قتل محمد فقال :” يا معشر الأنصار إن كان محمد قتل، فإن الله حي لا يموت فقاتلوا عن دينكم ” وقاتل ببسالة وشجاعة نادرة فحمل عليه خالد بن الوليد، ولم يكن قد أسلم بعد، بالرمح فأنفذه فوقع جريحا واستشهد من كان معه من الأنصار، ثم برئ من جراحاته ومات على فراشه سنة ست من الهجرة النبوية الشريفة، وكان ذلك بعد مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية.

 

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : لما نزلت هذه الآية الكريمة من سورة الحديد” من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له” فقال أبو الدحداح الأنصاري : “وإن الله ليريد منا القرض، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” نعم يا أبا الدحداح” فقال أبا الدحداح : أرني يدك يا رسول الله، قال : فناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، قال : فإني قد أقرضت ربي حائطي، قال : وحائطه له فيه ستمائة نخلة وأم الدحداح فيه وعيالها، قال : فجاء أبو الدحداح فنادى يا أم الدحداح، قالت : لبيك، قال : اخرجي من الحائط فقد أقرضته ربي، وفي رواية أخرى أنها لما سمعته يقول ذلك : عمدت إلى صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم.

 

فقال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : “كم من عذق رداح في الجنة لأبي الدحداح” وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا أتي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله : إن لفلان نخلة وإن قوام حائطي بها، فأمره أن يعطيني إياها حتى أقيم بها حائطي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : “أعطها إياه بنخلة في الجنة” فأبى فأتى أبو الدحداح الرجل، فقال : بعني نختلك بحائطي ففعل، فأتى أبو الدحداح النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله : إني ابتعت النخلة بحائطي، فاجعلها له فقد أعطيتكها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :”كم من عذق رداح لأبي الدحداح في الجنة” قالها مرارا فأتى أبو الدحداح امرأته.

 

فقال : يا أم الدحداح اخرجي من الحائط، فقد بعته بنخلة في الجنة، فقالت : ربح البيع، ربح البيع، أو كلمة تشبهها، وقيل : أن أبا الدحداح قال لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما : “سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : “من كانت الدنيا همته حرم الله عليه جواري، فإني بعثت بخراب الدنيا، ولم أبعث بعمارتها” وقيل إنه مات على فراشه مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية ، ولما توفي دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم بن عدي فقال :”هل كان له فيكم نسب؟” قال : لا، فأعطى ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن المنذر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى