مقال

الدكروري يكتب عن الفرائض والعبادات

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الفرائض والعبادات

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

لقد فرض الله عز وجل على المسلمين زكاتين، زكاة الفطر وهي التي تؤدى بعد شهر رمضان، وزكاة المال في أجناس مخصوصة، وتدفع الزكاة في مصارفها الثمانية للفقراء والمساكين، ويسقط هذا الفرض عن الناس المعدمين الذين لايملكون شيئا، وأما عن الصوم فهناك الصيام المفروض وهو صيام شهر رمضان، ويعتبر شهر رمضان موسما عظيما تكثر فيه الطاعات وهو شهر مبارك تتنزل فيه الرحمة ويجدد فيه العبد عهده مع الله عز وجل، ويتقرب اليه بالطاعات، ولصيام شهر رمضان فضائل عدة، فقد تكفل الله تعالى لمن صامه إيمانا واحتسابا بغفران ما مضى من ذنوبه وغيرها من الفضائل والأجر لمن صامه إيمانا بالله واحتسابا للأجر.

 

والمسلم يصوم عن الطعام والشراب ويمتنع عن اللغو والنميمة والمعاشرة الزوجية وكل عمل سيء من طلوع الفجر، أي من أول وقت صلاة الفجر إلى غروب الشمس وهو أول وقت صلاة المغرب، ويقضي طوال يومه في عبادة وذكر وتلاوة للقرآن ودروس علم تعطيه زادا إيمانيا يكفيه بقية العام، ويسقط هذا الفرض عمن لا يقوى على صومه كمرض ألمّ به يلزمه بتناول الدواء أو كمريض قرحة المعدة الذي لا يقوى على المعدة الفارغة من الأكل والشرب، وأما عن الركن الخامس وهو حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا، فالحج هو زيارة المسجد الحرام في مكة المكرمة وأداء فريضة الحج، وقد فرض الله هذا الفرض على كل مسلم بالغ.

 

قادر على تحمّل تكاليف الحج، فقال تعالى ” ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا” وقد فرضه الله الحج لتزكية النفوس، وتربية لها على معاني العبودية والطاعة والصبر، فضلا على أنه فرصة عظيمة لتكفير الذنوب، فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه” رواه البخاري ومسلم، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان” متفق عليه.

 

وهذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة الإسلام ودعائمه وأركانه العظيمة قال النووي “إن هذا الحديث أصل عظيم في معرفة الدين وعليه إعتماده وقد جمع أركانه” وفي الحديث مسائل، فالأولى وهو أنه لا يقتصر دين الإسلام على هذه الأمور الخمسة بل يشمل أعمالا وشعبا كثيرة، وإنما اقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على ذكر هذه الأركان الخمسة لأنها بمنزلة الدعائم للبنيان، وفي رواية للمروزي بلفظ “بني الإسلام على خمس دعائم” والمقصود تمثيل الإسلام بالبنيان وهذه الخمس هي دعائمه التي يقوم عليها فلا يثبت البنيان بدونها وبقية خصال الإسلام تتمة للبنيان فإذا فقد منها شيء نقص البنيان.

 

وهو قائم لا ينتقض بنقص ذلك بخلاف نقص هذه الدعائم الخمس فإن الإسلام يزول بزوالها جميعا بغير إشكال وكذلك يزول بفقد الشهادتين، وأما عن الثانية وهى من إلتزم بهذه الأركان الخمسة صار مسلما ومن تركها جميعا أو جحد شيئا منها كفر، وقد تنازع العلماء في من ترك الصلاة بالكلية تهاونا وكسلا في قولين مشهورين والصحيح أنه يكفر بذلك لحديث جابر بن عبد الله رضى الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة” رواه مسلم، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر” رواه أحمد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى