مقال

الدكروري يكتب عن فضل الشهادتين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن فضل الشهادتين

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

إن كلمة التوحيد لهي أعظم كلمة في الوجود، فهي إعتراف من العبد لله عز وجل بالوحدانية والتفرد بالألوهية، وكما ترتب علي هذه الكلمة الخير الكثير للعبد فقال النبي صلي الله عليه وسلم ” ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله وجبت له الجنة” أما شهادة أن محمدا رسول الله، فتعني أن تؤمن بأنه مبعوث رحمة للعالمين، بشيرا ونذيرا إلى الخلق كافة، كما يقول الله سبحانه فى سورة الاعراف ” قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون” ومن مقتضى هذه الشهادة أن تؤمن بأن شريعته ناسخة لما سبقها من الأديان.

 

ولذلك أقسم النبي صلى الله عليه وسلم فقال” والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار” رواه مسلم، ومن مقتضاها أن تؤمن وتعتقد أن كل من لم يصدّق بالنبي صلى الله عليه وسلم ولم يتبع دينه، فإنه خاسر في الدنيا والآخرة ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، سواء أكان متبعا لديانة منسوخة أو محرفة أخرى، أم كان غير متدين بدين، فلا نجاة في الآخرة إلا بدين الإسلام واتباع خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام، ومن الملاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الشهادتين ركنا واحد وفي ذلك إشارة منه إلى أن العبادة لا تتم إلا بأمرين.

 

هما الإخلاص لله عز وجل، وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مقتضى الشهادة بأنه رسول الله، وأما عن الركن الثاني وهو إقامة الصلاة المفروضة على العبد، فالصلاة صلة بين العبد وربه، ومناجاة لخالقه سبحانه، وهي الزاد الروحي الذي يطفيء لظى النفوس المتعطشة إلى نور الله، فتنير القلب، وتشرح الصدر، وللصلاة مكانة عظيمة في ديننا إذ هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وأول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة، وقد فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وسلم في أعلى مكان وصل إليه بشر، وفي أشرف الليالي، ففي ليلة الإسراء في السماء السابعة.

 

جاء الأمر الإلهي بوجوبها، فكانت واجبة على المسلم في كل حالاته، في السلم والحرب، والصحة والمرض ولا تسقط عنه أبدا إلا بزوال العقل ، وكذلك فإنها العلامة الفارقة بين المسلم والكافر، يدل على ذلك ما جاء في حديث جابر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة” رواه مسلم، وثالث هذه الأركان هو إيتاء الزكاة، وهي عبادة مالية فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، طهرة لنفوسهم من البخل، ولصحائفهم من الخطايا، وكيف لا ؟ وقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فى سورة التوبة “خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها” وكما أن فيها إحسانا إلى الخلق.

 

وتأليفا بين قلوبهم، وسدا لحاجتهم، وإعفافا للناس عن ذل السؤال، وفي المقابل إذا منع الناس زكاة أموالهم كان ذلك سببا لمحق البركة من الأرض، مصداقا لحديث بريدة رضي الله عنه “ما منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر” رواه الحاكم و البيهقي، وقد توعد الله سبحانه وتعالى، مانعي الزكاة بالعذاب الشديد في الآخرة ، فقال تعالى فى سورة آل عمران “ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة” وقد جاء في صحيح مسلم في شرح قوله تعالى من سورة التوبة” والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى