مقال

الدكروري يكتب عن عبادة الشيطان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عبادة الشيطان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن كل إنسان يرفض عبادة الله عز وجل لا بد أن يعبد الشيطان لأن مجرد رفض عبادة الله عز وجل، هو ذات عبادة للشيطان، فلا يمكن أن تخلو الدنيا من أحد هذين الأمرين، ولا يمكن أن يخلو شخص من أحدهما، لذلك نعلم أنه لا يمكن أن يوجد إنسان وسط، وإنه لا يصلح إنسان وسط ما بين الجنة والنار، وبالتالى لا يصلح إنسان فى هذه الدنيا وسط بين الهدى والضلال والحق والباطل، وإن وجود حق وباطل في أمر لا يعنى الوسطية، وأما عن مسألة الحياد في أمر الحق والباطل غير وارده، وحين يقول إنسان أنا محايد بين الحق وبين الباطل، فإنه يصنف في دين الله وشرعه في قائمة أهل الباطل.

 

فليس هناك إمكانية الحياد في مسألة الحق والباطل، والهدى والضلال، والخطأ والصواب، وهذا لا يمنع بطبيعة الحال أن يوجد أمور يكون فيها حق وباطل وخطأ وصواب، لكن لا يعنى هذا أن الخطأ صار صوابا أو أن الصواب صار خطأ، بمعنى أنك تجد الإنسان يقول بقول في مسألة من المسائل لا تستطيع أن تقول إن هذا القول باطل محض، ولا أن تقول إن هذا القول حق محض لكن تستطيع أن تقول، إن هذا القول التبس فيه الحق والباطل، أى أنه توجد نسبة من الحق وهى كذا وكذا، وتوجد نسبة من الباطل وهى كذا وكذا، ويبقى الحق حقا والباطل باطلا، وأما عن قدم الصراع بين الحق والباطل.

 

فإن هذا الحق والباطل بينهما صراع منذ أن خلق الله الإنسان على ظهر الأرض، فيوم أن كان آدم وحواء في الجنة كان الله عز وجل قد خلقهما للابتلاء والاختبار، ومنذ تلك اللحظة ابتلي الإنسان بكيد الشيطان وخصومته وصراعه معه، وما زال الشيطان يكيد لآدم وحواء حتى أهبطا إلى هذه الدنيا، وبعد إهباطهما وإهباط الشيطان يقول الله عز وجل كما جاء فى سورة البقرة ” بعضكم لبعض عدو ” وهنا انتقل ميدان الصراع إلى هذه الأرض، وبدأت الخصومة، ولذلك بعد هبوط آدم وحواء إلى الأرض ظلت أجيال من الناس على الهدى قرونا طويلة يتوارثون الهدى والخير والإيمان عن أبيهم آدم عليه الصلاة والسلام.

 

كما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما عند الحاكم والطبري وغيرهما في تفسير قول الله عز وجل ” كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين” فقال ابن عباس رضى الله عنهما كان بعد آدم عشرة قرون كلهم على الهدى فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وهكذا جاء في قراءة ابن مسعود وأبي بن كعب كان الناس أمة واحدة فاختلفوا فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين هذا أحد الأوجه في تفسير الآية، وبناء عليه نستطيع أن نقول إن الأجيال التالية لآدم ظلت وفية للحق، وفيه للتوحيد الذي تلقته عن آدم عليه الصلاة والسلام، حتى أثر فيهم كيد الشيطان، فانحرفوا عن التوحيد، واندرست معالمه.

 

فاحتاج الأمر إلى بعثة نبى يجدد الإسلام والدين والتوحيد فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وبعد بعثة هؤلاء الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام صارت الخصومة بين الرسل وأتباعهم وبين أعداء الرسل من أتباع الشيطان، ولذلك يقول تعالى كما جاء فى سورة الفرقان” وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا من المجرمين” فما من نبى بعث إلا ويصدى له أعداء من المجرمين يضعون العراقيل فى طريقه، ويعترضون عليه بمختلف الوسائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى