مقال

عمار بن ياسر 

جريدة الاضواء

عمار بن ياسر

بقلم / هاجر الرفاعي

 

بسم الله وعلي الله نتوكل هو صحابي من الصحابة الكرام، وفارس من فرسان الإسلام، وأحد السابقين الأولين، الذين صبروا على العذاب المهين، وهو ينتمي للأسرة التي تحملت الجزء الأكبر من تعذيب قريش للمستضعفين، لما أشرق نور الإسلام وحاولت حجبه بمد السياط لتمزق ظهور السابقين من المستضعفين، لكن إيمانهم رضي الله عنهم مزق السياط، وكسر الأغلال، إنهم “رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” فهو عمار بن ياسر بن عمار بن مالك بن كنانة بن قيس العبسي وهو صحابي جليل، كان من السابقين للإسلام حيث أسلم هو وصهيب بن سنان في دار الأرقم.

 

فكانا من أول سبعة أظهروا إسلامهم، وعمار بن ياسر صحابي كان من موالي بني مخزوم، ومن السابقين إلى الإسلام، ومن المستضعفين الذين عُذبوا ليتركوا دين الإسلام، وقيل هاجر إلى الحبشة، وكما هاجر إلى يثرب، وشارك مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته كلها، كما شارك بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في حروب الردة، وقطعت أذنه في معركة اليمامة، وقد ولاه عمر بن الخطاب على الكوفة ثم عزله، وشارك في آخر عمره إلى جانب علي بن أبي طالب في حربه مع معاوية بن أبي سفيان إلى أن قتل في وقعة صفين.

 

وكان عمار رضي الله عنه آدم طويلا مضطربا أشهل العينين، بعيد ما بين المنكبين، وكان لا يغير شيبه وقيل عنه كان أصلع في مقدم رأسه شعرات، وكانت أمه سمية بنت الخياط، وهى أول شهيدة في الإسلام، وقد هاجر إلى المدينة وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، و شهد مع الإمام علي بن أبي طالب موقعة الجمل ومعركة صفين وقتل يوم صفين وله إحدى وتسعون سنة وقيل أربع وتسعون عام سبعه وثلاثون من الهجره، ويعتبر عمار بن ياسر من المسلمين الأوائل، الذين أسلموا بدار الأرقم، التي سميت باسم دار الإسلام، وقد سار عمار إلى تلك الدار بعد فترة وجيزة من سماعه بخبر النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته.

 

حيث أسلم، ورجع إلى بيته فأسلم من بعده أبوه ياسر وأمه سمية وأخوه عبد الله، وقد أدى إسلام أسرة عمار إلى سخط حلفائها من بني مخزوم، فثارت ثائرتهم ونقموا على الأسرة المسلمة، وكان من أثره أن عصفت بها عواصف المحن وهاجت عليها رزايا العذاب، وفى البدايه قد خرج ياسر والد عمّار، من بلده في اليمن يطلب أخا له، ويبحث عنه وفي مكة طاب له المقام، فاستوطنها محالفا أبا حذيفة بن المغيرة ، وزوّجه أبو حذيفة احدى امائه وهى سميّة بنت خياط، ومن هذا الزواج المبارك رزق الله الأبوين عمارا، وكان اسلامهم مبكرا مثل شأن الأبرار الذين هداهم الله عز وجل، وشأن الأبرار المبكرين أيضا.

 

الذين أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها، ولقد كانت قريش تتربص بالمؤمنين الدوائر، فان كانوا ممن لهم في قومهم شرف ومنعة، تولوهم بالوعيد والتهديد، ويلقى أبو جهل المؤمن منهم فيقول له تركت دين آبائك وهم خير منك لنسفهن حلمك، ولنضعن شرفك، ولنكسدن تجارتك، ولنهلكن مالك، ثم يشنون عليه حرب عصبية حامية وان كان المؤمن من ضعفاء مكة وفقرائها، أو عبيدها، أصلتهم سعيرا، ولقد كان آل ياسر من هذا الفريق، وقد وكل أمر تعذيبهم الى بني مخزوم، وكانوا يخرجون بهم جميعا، ياسر وزوجته سمية وابنهم عمار.

 

كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة، ويصبّون عليهم جحيم العذاب ألوانا وفنونا، ولقد كان نصيب سمية من ذلك العذاب فادحا رهيبا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم، يخرج الى حيث علم أن آل ياسر يعذبون، ولم يكن فى ذلك الوقت يملك من أسباب المقاومة ودفع الأذى شيئا وكانت تلك مشيئة الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى