مقال

الدكروري يكتب عن الإسلام دين لا يعرف الواسطة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإسلام دين لا يعرف الواسطة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن من علامة محبة العبد لله ولرسوله أن يحب من يحبهم الله ورسوله من الأشخاص وأن يحب كل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال حتى لو جرى منه تقصير في شيء منها، فالواجب علينا أن نحب الإحسان والمحسنين وإن كنا لسنا منهم ونحب التقوى والمتقين ونحب التوبة والتوابين، ونحب الطهارة والمتطهرين، ونحب المتمسكين بهدي القرآن والسنة، وإن الإسلام هو دين لا يعرف الواسطة، فقد سرقت امرأة مخزومية كانت تجحد العارية وبنو مخزوم أسرة فارهة ضخمة من أسر قريش المشهورة، فلما جحدت هذه المرأة الحلي، رفع أمرها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال حكم الله عز وجل، قطع يدها.

 

فقامت قيامة بني مخزوم، وقالوا توسمنا العرب بأن امرأة منا سرقت، لا، والله لا يكون هذا، واجتمعوا وسهروا الليالي الطويلة، وأداروا الرأي، وفي الأخير من الذي يشفع لهم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الذي ينشر القضية؟ ارتبكوا أيما ارتباك، وفي الأخير قالوا نذهب إلى أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن حبه، ونعرض عليه القضية لعله أن يرفعها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أتوا إلى الإمام علي بن أبي طالب فغضب ورفض واحمر وجهه، وقال ويلكم أتشفعون في حد من حدود الله، فأتوا إلى فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروها الخبر، فقالت ويلكم وغضبت.

 

وتحرك إيمانها في قلبها، وقالت من يشفع في حدود الله؟ وفي النهاية ذهبوا إلى أسامة رضي الله عنه وأرضاه، وهو شاب غر فطن في الثالثة عشر من عمره، فعرضوا عليه الرأي، فاستحسن الفكرة وذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجلس أمامه، فقال له صلى الله عليه وسلم وأسامة خجول لا يستطيع أن يتكلم بما في صدره، فقال له صلى الله عليه وسلم ماذا في صدرك؟ قال يا رسول الله المرأة المخزومية التي حكمت عليها بقطع يدها نريد أن تعفو عنها، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقام على ركبتيه ورفع صوته على أسامة، وقال “ويحك وجئت تشفع في حد من حدود الله” وقيل أنه صلى الله عليه وسلم أنه قال

 

“إذا بلغت الحدود الإمام فلعن الله الشافع والمشفع” أي بمعني إذا بلغت السلطان أو القاضي الحدود كحد الزنا، أو حد شرب الخمر، أو حد القتل، أو حد السرقة، فأتى أناس يتشفعون من الوجهاء والمسئولين، فلعن الله هذا الشافع الذي تشفع ولعن الله من قبل الشفاعة، ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمع الناس، وأتى الصوت يدوي في المدينة ” الصلاة جامعة، الصلاة جامعة” ولا يجتمع الناس إلا لأمر فظيع خطير في الإسلام، فلما اجتمعوا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، على المنبر ليبين أن هذا حكم الله، وأن هذه فريضة الله، وأن هذه شريعة الله، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

“يا أيها الناس إنما أهلك الذين كانوا من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وأيم الله ووالله وتالله وبالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها” فهذا هو الدين الإسلامي الحنيف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى