مقال

الدكروري يكتب عن لا تنافس بينكم إلا في اثنتين

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن لا تنافس بينكم إلا في اثنتين
بقلم / محمــد الدكــروري

إنه لا حرج أن يتمنى المسلم النعمة دون أن تزول من الآخرين، حيث يقول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “لا تنافس بينكم إلا في اثنتين، رجل أعطاه الله عزل وجل القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهاء، ويتبع ما فيه، فيقول رجل لو أن الله أعطاني مثل ما أعطي فلانا فأقوم به كما يقوم به ورجل أعطاه الله مالا فهو ينفق ويتصدق، فيقول رجل لو أن الله أعطاني مثل ما أعطى فلانا فأتصدق به” رواه الطبراني، وإن هذه الأماني هي أماني أصحاب النفوس السوية، والقلوب الزكية ، وإن العلم والمال نعمتان عظيمتان، إذا عمل المر فيهما بما يرضي الله سبحانه وتعالى، وإن المسلم بطموحة إلى هذا الفضل.

وتمنيه أن يكون من ذوي هذا الخير، يدرك أجر أصحابه حتى ولو لم يكن من أربابه، وإن المسلم بنيته الطيبة، وطموحه المحمود، ومشاعره الصادقة، يصل إلى أجر أصحاب هذه المنن، ولكن انظر إلى من يتجه للحسد اليوم من كثير من الناس، وانظر إلى من يتطلعون وينافسون، وانظر إلى طموحات شبابنا وبناتنا، ومن يتمنون أن يكونوا أمثالهم، فيظهر الماجن الفاسق المتهتك المتبجح، الذي يجاهر بالمعصية، ويتبجح بالضلالة، ثم ترى الآلاف المؤلفة من أبناء المسلمين وبناتهم يطمحون إلى أمثاله، ويتمنون أنهم مثله، ولذلك هم في الوزر سواء، بل الأعجب من ذلك أنهم يسابقون إلى مناصرتهم، ويجتهدون في دعمهم.

وتشجيعهم والترحيب بمواهبهم، وإن المثل الأعلى للمؤمن هم أهل الإيمان، وذوو الإحسان، فهم أصحاب المثل الرفيعة، والأخلاق العالية، والهمم الزكية، سواء كانوا رجالا أو نساء لقد بين تعالى أن الأسوة الحسنة لنا هي في النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه وأرضاه أن النبى الكريم صلى الله عليه وسلم قال ” لا حسد إلا في اثنتين رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار فسمعه جار له فقال ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل، ورجل أتاه الله مالا فهو يهلكه بالحق فقال رجل ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل” إن زكاة القلب موقوفة على طهارته.

كما أن زكاة البدن موقوفة على استفراغه من أخلاطه الرديئة الفاسدة، فالإنسان إذا اعتاد سماع الباطل وقبوله، أكسبه ذلك تحريفًا للحق عن مواضعه، فإذا قبل الباطل أحبه ورضيه، فإذا جاء الحق بخلافه ردّه وكذبه إن قدر على ذلك وإلا حرّفه، أما القلب الطاهر، فلكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث لا يشبع من القرآن، ولا يتغذى إلا بحقائقه، ولا يتداوى إلا بأدويته، وأما القلب الذي لم يطهّره الله تعالى، فإنه يتغذى من الأغذية التي تناسبه، بحسب ما فيه من النجاسة، فإن القلب النجس كالبدن العليل المريض، لا تلائمه الأغذية التي تلائم الصحيح، وإن طهارة القلب موقوفة على إرادة الله تعالى الذي يعلم ما في القلوب.

ويعلم ما يصلح له منها وما لا يصلح، ومن لم يطهر الله قلبه فلا بد أن يناله الخزي في الدنيا، والعذاب في الآخرة، بحسب نجاسة القلب وخبثه، فالجنة دار الطيبين لا يدخلها خبيث، ولا من فيه شيء من الخبث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى