مقال

الدكروري يكتب عن رحمة ومولد النبي المختار

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن رحمة ومولد النبي المختار

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد تجلت رحمة النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من المظاهر والمواقف، ومن تلك المواقف والمظاهر والصور لرحمته، هو رحمته بالأطفال، فكان صلى الله عليه وسلم يعطف على الأطفال ويرقّ لهم، حتى كان كالوالد لهم، يقبّلهم ويضمّهم، ويلاعبهم ويحنّكهم بالتمر، وكما فعل بعبدالله بن الزبير عند ولادته، ألا ما أحوج البشرية إلى هذه المعاني الإسلامية السامية، وما أشد افتقار الناس إلى التخلق بالرحمة التي تضمد جراح المنكوبين، وتحث على القيامِ بحقوقِ الوالدين والأقربين، والتي تواسي المستضعفين، وتحنو على اليتامى والعاجِزين، وتحافظ على حقوقِ الآخرين، وتحجز صاحبها عن دماء المعصومين من المسلمين وغير المسلمين، وتصون أموالهم من الدمار والهلاك.

 

وتحث على فعل الخيرات ومجانبة المحرمات، فإنها الرحمة التي تفيض حتى تكاد تقتل صاحبها أسى، لما يرى من انصراف الخلق عن طريق الجنة إلى طريق النار، ومن مظاهر رحمته صلى الله عليه وسلم أيضا رحمته بالنساء فلما كانت طبيعة النساء الضعف وقلة التحمل، فقد كانت العناية بهن أعظم، والرفق بهن أكثر، وقد تجلى ذلك في خلقه وسيرته صلى الله عليه وسلم، على أكمل وجه ، فحث صلى الله عليه وسلم، على رعاية البنات والإحسان إليهن، ولقد جاءت في هذه الأيام على المسلمين ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحول هذه الذكرى العطرة أفكار، وهى كيف نحتفل بذكرى المولد النبويِ الشريف؟ وهو بالتجارة الرابحة هي التجارة مع الله عز وجل، وقيل إن الاحتفال بذكرى المولد بدعة.

 

والجواب الدقيق هو أنك إذا ألقيت على الناس حديثا عن شمائل النبي صلى الله عليه وسلم ماذا فعلت؟ فإن الاحتفال بعيد المولد يوم لتعريف الناس بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، فقال الله عز وجل فى سورة المؤمنون ” أم لم يعرفوا رسولهم” فتعريف الناس بالنبي عليه الصلاة والسلام بعصمته، وبنبوته، وبشمائله، وبسيرته، وبأقواله، وبأفعاله، وبدوره، وبقدوته من صلب الدين، ولو قدمت الطعام وإطعام الطعام من سنة سيد المرسلين، ولكن متى يغدو المولد بدعة؟ وهو إذا قلت إن الاحتفال بذكرى المولد عبادة يجب أن تؤدى، أو إن قلت إنما هو عبادة فهو ليس بعبادة، إنما هو ممارسة لنشاط إسلامي مغطى بآيات القرآن الكريم، وبسنة النبي الكريم عليه أتم الصلاة والتسليم.

 

ويجب أن نعتقد جميعا أن معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام فرض عين على كل مسلم، ودقق في كلمة ” فرض عين ” أي لا يُعفى مسلم كائنا مَن كان من معرفة سيرة النبي عليه الصلاة والسلام، فقال الله تعالى فى سورة الأحزاب ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” فإن من عرف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم استنبط من مواقفه قواعد لحياته، ولكن كيف يكون لك النبي صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة؟ إن لم تعرف مواقفه، وإن لم تعرف شجاعته، وإن لم تعرف رحمته، وإن لم تعرف عدله، وإن لم تعرف علاقته بأزواجه، أو علاقته بإخوانه، أو علاقته بجيرانه، وكيف تتخذ النبي صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة ومثلا إن لم تعرف سيرته ومواقفه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى