مقال

الدكروري يكتب عن طريق منهج الإسلام القويم

جريده الاضواء

الدكروري يكتب عن طريق منهج الإسلام القويم

بقلم/ محمـــد الدكــــروري

إنه كلما هان الله عز وجل علينا، هُنا على الله، فإن المسلم انتماؤه إسلامي، من أب مسلم وأم مسلمة ومحسوب من المسلمين، فإذا دققت في تعامله اليومي لا تجد الإسلام عنده عظيما، يأخذ مالا ولا يبالي أكان حراما أو حلالا، يتبع مصلحته ولا يبالي أخالف الشرعَ أم لم يخالفه، أي هذا يرتكب المعاصي ولا يبالي، هان الله عليه إذن فهان على الله، فإن ظاهرة الفقر في المجتمع الإسلامي ظاهرة ينبغي أن تعالج، ولمنهج الإسلام القويم طرائق فعالة في علاج هذه المشكلة الكبيرة، فمن الوسائل الفعالة أن الإسلام حث المسلم على العمل المتقن، على العمل الجاد، وأيضا جعل الزكاة جزءا من حل لهذه المشكلة، بل إن كفالة بيت مال المسلمين علاج آخر لمشكلة الفقر، ثم إن الصدقات الاختيارية والإحسان التطوعي أيضا من جملة هذه الحلول، وإن الأصل الأصيل في شريعة الإسلام، أن يحارب كل امرئ الفقر بسلاحه هو. 

وسلاح الإنسان المسلم السعي والعمل، لكن ما ذنب العاجزين الذين لا يستطيعون أن يعملوا ؟ ما ذنب الأرامل اللواتي مات عنهن أزواجهن ولا مال لهن ؟ ما ذنب الصبية الصغار والشيوخ الكبار ؟ ما ذنب المرضى والمقعدين ؟ ما ذنب من أصابتهم الكوارث فأفقدتهم رزقهم أو منعتهم من الكسب ؟ أيتركون للفقر المدقع فيدوسهم بحوافره، فإن الإسلام عمل على إنقاذهم، وعمل على مواساتهم، وعلى تأمين حاجاتهم الضرورية، وعمل على إغنائهم من ذل السؤال، وأول ما شرعه لذلك هو تضامن أعضاء الأسرة الواحدة، وهذا جزء لا يتجزأ من المنهج الإلهي، في معالجة قضية الفقر، فلقد جعل الإسلام ذوي القربى متضامنين، متكافلين، يشد بعضهم أزر بعض، يحمل قويهم ضعيفهم، يكفل غنيهم فقيرهم، ينهض قادرهم بعاجزهم، فإن العلائق بينهم أشد قوة. 

وبواعث التعاطف والتراحم والتساند أوثق عروة، لما بينهم من الرحم الواصلة، والقرابة الجامعة، هذه هي الحقيقة الكونية التي أيدتها الحقيقة الشرعية، ولقد أكد الإسلام حق ذوي القربى، وحث في آيات كتابه وأحاديث رسوله صلى الله عليه وسلم، على برهم، وصلتهم، والإحسان إليهم، وتوعد من قطع رحمه، أو أساء إلى ذوي قرباه، بالعذاب الشديد، فمن الآيات الكريمة قوله تعالى فى سورة النحل ” إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون” وأما السنة المطهرة فعن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح المتفق عليه الذي رواه البخاري ومسلم ” من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه” فهناك آيات كثيرة، وأحاديث صحيحة، تحث كلا منا على أن يتفقد أهله، على أن يصل أهله، على أن يصلهم. 

وأن يزورهم، وأن يتفقد أحوالهم، وأن يمد لهم يد العون، ثم ليأخذ بيدهم إلى الله عز وجل، وهذه النصوص تؤكد أن للقريب على قريبه حقا، أكثر من غيره من الناس، لما بينهما من روابط النسب، والرحم، فما هو هذا الحق ؟ أي هل يُعقل أن يكون هذا الحق أن تتصل به هاتفيا وتسأله عن صحته فقط ؟ وهل يُعقل أن يكون هذا الحق أن تزوره في العيد ؟ وأنت في بحبوحة ما بعدها بحبوحة، وهو في فقر مدقع، أيعقل أن تكون صلة الرحم أن تطل عليه في السنة مرة واحدة وتسأله عن صحته وانتهى الأمر ؟ أهذه هي صلة الرحم ؟ فهذه النصوص تؤكد أن هناك حقا يجب أن ترعاه، وأن هناك واجبا عليك يجب أن تؤديه، فإذا كان القريب يرث قريبه بعد موته فيغنم، فمن العدل أن ينفق عليه عند عجزه فيغرم، والغرم بالغنم، وربنا عز وجل يقول ” وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا” فإنه له عليك حق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى