مقال

الدكروري يكتب عن سبب لرحمة الله ولسكينة القلب

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن سبب لرحمة الله ولسكينة القلب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي أن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود سمع ” زازان” وهو رجل حسن الصوت وكان يغني، فمر عبد الله بن مسعود بجوار مجلسه فسمعه وهو يغني، فقال ما أجمل هذا الصوت لو كان بكتاب الله، وبلغت الكلمة زازان فتأثر بها أشد تأثير، وكانت سببا لتغيير مجرى حياته وذهب لعبد الله بن مسعود تائبا باكيا، فبشره أن الله تعالي يحبه فدهش زازان وقال كيف؟ فقال له “إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين” واتجه الرجل بعدها للقرآن الكريم، فكانت كلمة ولكنها غيرت حياة شخص وأدارت الدفة إلى الجهة الأخرى، وإن ذكر الله تعالى سبب لعطاء الله، فالله عز وجل يعطي الذاكر أكثر مما يعطي السائل وإن ذكر الله تعالى يذيب قسوة القلب، إذ إن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله تعالى، فالقلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة.

فقال الله تعالى “فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله” والذكر أصل موالاة الله تعالى والغفلة أصل معاداته، فإن العبد ما يزال يذكر الله تعالى حتى يحبه فيواليه، وما يزال العبد يغفل عن ذكر ربه حتى يبغضه فيعاديه، وما عادى عبد ربه بشيء أشد عليه من أن يكره ذكره، ويكره من يذكره، وما استجلبت نِعم الله تعالى، ولا استدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى، فذكر الله تعالى جالب للنعم، ودافع للنقم، وإن ذكر الله تعالى جنة الدنيا، الذكر سبب لرحمة الله ولسكينة القلب، فالإكثار من ذكر الله والاستغفار والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أعظم أسباب طمأنينة القلوب وراحتها، وفي السكون إلى الله سبحانه وتعالى والأنس به، فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه.

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، وقال “يا معاذ، والله إني لأحبك” فقال أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك” رواه أبو داود، وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علمني كلاما أقوله، قال “قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم” قال فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال “قل اللهم اغفر لي، وارحمني واهدني، وارزقني” رواه مسلم، وعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه أن رجلا قال يارسول الله ، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال صلى الله عليه وسلم “لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله”

وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال “لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أفضل الذكر “لا إله إلا الله و أفضل الدعاء الحمد لله” وقال ابن عباس رضى الله عنهما “الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا سها وغفل وسوس، فإذا ذكر الله تعالى خنس” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة “ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم” قالوا بلى يا رسول الله، قال صلى الله عليه وسلم “ذكر الله عز وجل”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى