دين ودنيا

الدكروري يكتب عن شروط صلح الحديبية

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الصادق الأمين، هو اللقلب الذي عرف به النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في قريش حتى من قبل بعثته، فالصدق والأمانة كانا مما يميزانه صلى الله عليه وسلم، وكذلك الرحمة حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بأمته، وكُتب السيرة والتاريخ مليئة بالمواقف التي تبين رحمة النبي صلي الله عليه وسلم وعطفه على المسلمين، وقد شهد الله تعالى لنبية الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن الكريم بصفة الرحمة، حيث قال تعالي ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ” ولقد كان نص الصلح في الحديبية على أن تضع الحرب أوزارها عشر سنين، ويأمن فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمدا من قريش بغير إذن وليّه رده عليهم. 

ومن جاء قريشا ممن مع محمد لم يردوه عليه، وأنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه، وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك، فدخلتها بأصحابك فأقمت فيها ثلاثا، وقد أصاب الصحابةَ مِن توقيع هذا الصلح همّ وغمّ، وظنوا أنهم قد بُخسوا حقهم، وقد عقد هذا الصلح في منطقة الحديبية، في ذي القعدة من العام السادس للهجرة بين المسلمين، ومشركي قريش مدة عشر سنوات، وقد اختلف العلماء في تسمية حادثة الحديبية، حيث إن بعضهم سمّاه بالصلح وهم العلماء الذين اهتموا بتدوين السيرة النبوية، وسمّاها بعض المحققين من أهل العلم بقصة الحديبية، وأمر الحديبية، وغزوة الحديبية. 

واستند كل فريق منهم لمُرجح توصل إليه، وكان سبب تسمية الحديبية بهذا الاسم هو الموقع الذي تم فيه الصلح، وذلك كما ذكر البخاري في صحيحه ” أنه سار النبى صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كان بالثنية التى يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس، حل حل، فألحت، فقالوا خلأت القصواء، خلأت القصواء، فقال النبى صلى الله عليه وسلم ” ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال ” والذى نفسى بيده، لا يسألونى خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها، ثم زجرها فوثبت، قال، فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا، فلم يلبثه الناس حتى نزحوه” ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم، بعد إيذاء قريش له في مكة. 

هاجر إلى المدينة، واستقر بها مع أصحابه من المهاجرين والأنصار، وترك مكة وفيها كفار قريش، وفي شهر ذي القعدة من العام السادس من هجرته صلى الله عليه وسلم، أراد أداء العمرة، فأعلن ذلك لأصحابه رضي الله عنهم، وسار بألف وأربع مائة من المهاجرين والأنصار متجها إلى مكة، وليس معهم من السلاح، إلا ما يحمله المسافر لحماية نفسه كالسيف ونحوه، ولبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا لقريش أنهم يريدون العمرة لا حربهم ومقاتلتهم، فأحرم للعمرة النبي صلى الله عليه وسلم، ومن معه من أصحابه، من ذي الحليفة، وتوجهوا إلى مكة، فلما اقتربوا منها، بلغهم أن قريشا قد أعدوا العدة، وجمعوا الجموع لمقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه، وصدهم عن البيت الحرام، ومنعهم من دخوله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى