مقال

إدمان العلاج النفسي وكيفية علاجه

جريدة الاضواء

إدمان العلاج النفسي وكيفية علاجه

بقلمي جمال القاضي

نتعرض جميعا لمواقف في حياتنا اليومية ، يختلف فيها البشر في مدى إستجابتهم لتلك المواقف ، فهناك من يمتلك جهازاً عصبياً يوصف بحساسيته القوية والتي معها يستجيب إستجابة قوية جدا لمواقف لاتستدعي كل هذه القوة لرد الفعل ولايتناسب مع بساطة الموقف ، والبعض الآخر يكون رد فعله على هذه المواقف بسيطاً وطبيعياً، النوع الأول هو الذي يتعرض دائما لتلك الأمراض النفسية الشائعة والمعروفة ، والتي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة وبشكل مخيف ، الأمر الذي يتطلب معه التدخل السريع و طلب العلاج النفسي .

 

وعلينا أن نتعرف أولا على العلامات التي تظهر على الشخص وبالتالي نصفه بالمريض النفسي ، حيث تظهر عليه عدة علامات وأعراض وجميعها تدل على أنه شخصاً غير طبيعي في تصرفاته ، حيث يتصرف على غير المألوف والذي تعودناه منه من قبل ، فهو ينفعل بعنف ، ويغضب بشدة ، قد يرغب في كثير من الأحيان في الإبتعاد والشعور بالعزلة والإنطواء ، أو يكون مكتئبا وقلقا في بعض أحيان آخرى ، يرى في نفسه أيضاً أنه شخصاً مرفوضاً لايحبه الغير ، ممايجعله يكره نفسه وكأنه يعاقبها على سلبيتها وعدم قدرتها على التصرف في كثير من المواقف أو التعامل معها .

 

كل هذه العلامات والأعراض قد تتجمع كلها أو بعض منهت في شخص ، لتصبح علامات توحي وتنذر بدخول الشخص في حالة من المرض النفسية .

 

والشخص المصاب بمرض نفسي يغلق من أمامه كل الأبواب للتعامل مع غيره ، فهو يرى أن كل هؤلاء الأشخاص المحيطين به لكل منهم كان له دوراً فيما قد وصل إليه من هذه الحالة النفسية السيئة ، بداية من الأسرة وماكان منها من كبت لكل مشاعره وحريته وعدم الشعور بتواجده ، أو نتيجة للتمييز مابينه وبين أخوته ، إنتهاءً بالأصدقاء حيث أنه لم يجد فيهم من يفهمه ، ومابين الأسرة والإصدقاء ومايكون من تلك الأمور التي ساعدت على ماصارت عليه حالته بهذا السوء ، ليرى في النهاية أنه قد أغلقت كل الطرق ولم يجد طريقاً واحداً يشعر فيه بالأمان حين ينوي المضي فيه بنفسه ويرى سعادته فيه ولو للحظات .

 

والمريض النفسي لايدرك نوع المرض النفسي الذي يعاني منه ، لكنه يشعر بأنه مريض وفقط ، لكنه يرغب في شخص ما يعرفه بمايعانيه من مرض ، وهنا يكون دور المعالج النفسي ،

 

وعلينا أن نتعرف على ماهو المعالج النفسي ؟ وماهو دوره في العلاج النفسي ؟

 

المعالج النفسي هو شخص مؤهل علميا ومعنويا ونفسيا للاعلاج ، حيث يمتلك من المعرفة والعلوم والأساليب مايمكنه من التعامل مع تلك الأمراض النفسية ، ويستطيع أن يضع المريض النفسي على طريق العودة إلى ماكان عليه قبل أن يصبح مريضاً ، وذلك بإتباع إستراتجيات مبنية على أسس علمية تتناسب وكل نوع من هذه الأمراض النفسية ومستعينا بالأدوية التي تهدأ وتخفض من سرعة الإستجابة ورد الفعل حتى يستعيد المخ قدرته على ترتيب المواقف وتنظيمها تنظيما صحيحا يرضى عنه ،

حيث يبدأ العلاج بتمكين المريض بوضع يديه على الأسباب الأولية التي جعلته هكذا لكن يسبق ذلك مرحلة من محاولة إقناعه بكونه مريضا ويحتاج إلى العلاج النفسي .

 

لكن هناك نوعا من الإدمان للمعالج وعلاجه النفسي وعلينا أن نعرف ماهو إدمان العلاج النفسي وكيف يتم العلاج من هذا الإدمان ؟

 

عند الحديث على المريض النفسي علينا أن نعلم أنه يرى أن كل العالم قد تخلى عنه وقد أغلق أمامه كل الأبواب للتعامل والتعبير عن مايشعر به ، إلا هذا الشخص المعالج ، فهو يراه الشخص الوحيد الذي يستحق منه الثقة ، فيثق به ثقة لانهاية لها ، فلايستجيب لكلمات غيره ويتبع المعالج النفسي وما له من برنامج علاجي دقيق دون أن يحاول التخلي عنه حيث يرى أن في ذلك التخلي وهذا البرنامج وهذا الشخص إنتكاسة قد تكون هناك نفسية جديدة قد ينتهي معها ، فلا يستطيع الإستغناء إو التخلي ، وهذا مايسمى إدمان العلاج النفسي .

 

لكن كيف يتم علاج هذا الإدمان النفسي من المريض النفسي للمعالج وعلاجه ؟

 

إن العلاج من هذا الإدمان لايتطلب الكثير من المريض سوى العزيمة والقوة ، فماكان بالتعود لايعالج إلا بالتخلي بالتدريج ، فيجب على المريض النفسي أن يختبر نفسه وقوة تحمله أولا بأنه قد تم شفاؤه أم لا ، وذلك بإستخدام قوة إرادته في إمكانية الإبتعاد بالتدريج دون مقاطعة فجائية من جلسات علاجه أو العقاقير التي كان أو مازال يستخدمها في مرحلة العلاج ، حيث يجب عليه ملاحظة التغيرات النفسية التي تصاحب الإبتعاد عن المعالج وعلاجه وأدويته ، فمنعها فجأة ، هو قتل لعزيمته لكن يستغنى عنها تدريجيا، ويرى بعدها أنه لاداعي في أن يستمر بها وأنه أصبح شخصاً سوياً تماماً .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى