مقال

الدكروري يكتب عن نبوخذ نصر يفرج عن النبي دانيال

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نبوخذ نصر يفرج عن النبي دانيال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد روي الطبري وغيره أن إرميا بن حزقيا كان من أنبياء بني إسرائيل ومن سبط لاوي، في عهد صدقيا آخر ملوك بني يهوذا ببيت المقدس، ولما توغل بنو إسرائيل في الكفر والعصيان أنذرهم بالهلاك على يد بختنصر، وكان فيما يقوله إرميا “أنهم يرجعون إلى بيت المقدس بعد سبعين سنة، يملك فيها بختنصر وابنه وابن ابنه ويهلكون، وإذا فرغت مملكة البابليين بعد السبعين يفتقدكم” وكان يخاطب بذلك بني إسرائيل في نص أخر له عند كمال سبعين لخراب المقدس، وكان أشعيا بن أمصيا من أنبيائهم أخبرهم بأنهم يرجعون إلى بيت المقدس على يد كورش من ملوك الفرس، الذي لم يكن موجودا في ذلك العهد، وأما عن النبى دانيال فقد أتي من السبى البابلى بأمر نبوخذ نصر.

 

إلى بابل مع ثلاثة فتيان من الأشراف، وأما عن نبوخذ نصر أو بختنصر أو بخترشاه، فهو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، وأكبر أبناء نبوبولاسر، ويعتبر نبوخذ نصر هو أحد أقوى الملوك الذين حكموا بابل وبلاد الرافدين، حيث جعل من الإمبراطورية الكلدانية البابلية أقوى الإمبراطوريات في عهده، وكان ذلك بعد أن خاض عدة حروب ضد الآشوريين والمصريين، وكما أنه قام بإسقاط مدينة أورشليم وهى القدس، مرتين، إذ قام بسبي سكان أورشليم وأنهى حكم سلالة نبى الله داود عليه السلام، وكما ذكر أنه كان مسؤولا عن بناء عدة أعمال عمرانية في بابل مثل الجنائن المعلقة ومعبد إيتيمينانكي وبوابة عشتار، وأما عن الاسم الأكدي لنبوخذ نصر.

 

هو نبو كودورو أوصور، ومعناه نابو حامي الحدود، ونابو هو إله التجارة عند البابليين وهو ابن الاله مردوخ، ولقد أطلق عليه الفرس اسم بختنصر ومعناه السعيد الحظ، أما الأكاديميون والمؤرخون الحاليون يفضلون تسميته بلقب نبوخذ نصر الكبير، أو نبوخذ نصر الثاني، وذلك لوجود ملك آخر استخدم هذا الاسم قبله وهو نبوخذ نصر الأول الذي حكم بابل في القرن الثاني عشر قبل الميلاد، ويعتبر الملك نبوخذ نصر قائدا عالميا عبر التاريخ، حيث كان يستخدم عبقريته وذكاءه للاستفادة من الشعوب التي يحتلها، إذ كان يستنفد معظم الإمكانيات البشرية والمادية للشعوب التي يستولي عليها إلى حد التحكم بحياتهم، إلا أنه امتاز بتسامحه الديني وحرية الفكر وسمح للشعوب المحتلة أن تعبد آلهتها.

 

وكان يشارك الشعوب طقوسهم الدينية ويحترم آلهتهم، فيعتبر أعظم ملوك بابل، وقد اشتهر بلقب مقيم المدن، فقد كان فاتحا للمدن لا غازيا، وإمتاز بذلك لأنه كان يعتمد على مشورة مستشاريه وقد أعترف بهذا في مقولته المشهورة الكبرياء الزائدة مدمرة للنفس، أما في المصادر الإسلامية، فحسب ما ذكره المؤرخ الطبري باسم بخترشاه، أو بختنصر، أي نبوخذ نصر، وقال بأنه كان ملك من أصل فارسي من سلالة جدهارز وذكر أن هناك من آمن بأنه عاش مدة ثلاثة مائه سنه، وتوجد هناك مصادر تاريخية تذكر بأنه كان ملك عديم الرحمة، وهناك مصادر أخرى صورته بأنه حاكم عادل ويعبد الله، وقد تكلم المؤرخ الطبري عن بعض من حروب نبوخذ نصر مع بني إسرائيل ومع العرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى