مقال

الدكروري يكتب عن أعقروا الجمل

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعقروا الجمل
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
إن في موقفة الجمل التي قامت بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان بين جيش الإمام علي بن أبي طالب، وجيش معاوية بن أبي سفيان والتي كانت تدور تحت مظلة الثأر من قتلة عثمان بن عفان، فكانت الموقعة كبيرة بين الطرفين، وكانت السيدة عائشة وسط المعركة وتركب الجمل، وتشتد المعركة ضراوة، ولا تمتد يد لتأخذ بخطام الجمل إلا ويقتل صاحبها وينادي الإمام على بن أبى طالب، أعقروا الجمل، فإنه إن عُقر تفرقوا فتتناول السيوف عرقوبيه، فيخور، وينهار ويتقدم محمد بن أبي بكر، أخو السيدة عائشة، فيحتملها إلى قبة، ثم يشيعها الإمام علي كرم الله وجهه في هودج، محفوظة مكرمة إلى بيتها وتدور الدائرة على أصحاب الجمل، وإذا بهم بين قتيل، أو جريح، أو مهزوم ويعود الأشتر من موقعة الجمل.

وله في إحراز النصر سهم كبير، وهكذا، تسكن عاصفة موقعة الجمل، ولكن لتهب بعدها عاصفة موقعة صفين وها قد عبأ معاوية لهذه الحرب الجند، وجيّش الجيوش، واستعمل المال لمن يسيل لعابه لمرأى المال، ووعد بالمناصب من لهم بها مطمع، وتوعد أعداءه بجيشٍ جرّار أوله في العراق وآخره في الشام، وقبل تصادم الجيوش في ساحة الوغى، تثور بينه وبين الإمام علي كرم الله وجهه حرب الرسائل، فكانت من رسائل الإمام علي كرم الله وجهه إلى معاوية بن أبي سفيان، فكلماتها نصال قواتل، فيقول رضى الله عنه إلى معاوية فأنا أبو حسن قاتل جدك وأخيك شدخا يوم بدر، وذلك السيف معي وبذلك القلب ألقى عدوي، ما استبدلت دينا، ولا استحدثت نبيا، وإني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين.

ودخلتم فيه مكرهين وأما طلبك إليَّ الشام، فإنى لم أكن لأعطيك اليوم ما منعتك أمس، وأما قولك ” إن الحرب قد أكلت العرب الا حشاشات أنفس بقيت” ألا مَن أكله الحق فإلى الجنة، ومن أكله الباطل فإلى النار، وأما استواؤنا، أي تعادلنا في الحرب والرجال، فلست بأمضى على الشك مني على اليقين، وليس أهل الشام بأحرص على الدنيا، من أهل العراق على الآخرة، وأما قولك ” إنا بنو عبد مناف ” فكذلك نحن ولكن، ليس أمية كهاشم، ولا حرب كعبدالمطلب، ولا أبو سفيان كأبي طالب، ولا المهاجر كالطليق، ولا الصريح أي ذو الحسب والأصل، كاللصيق، ولا المحق كالمبطل، ولا المؤمن كالمُدغل، ولبئس الخلف خلف يتبع سلفا هوى في نار جهنم، وذكرت أنه ليس لي ولأصحابي عندك إلا السيف.

فلقد أضحكت بعد استعبار، متى ألفيت بني عبدالمطلب عن الأعداء ناكلين، أي هاربين، وبالسيف مخوفين؟ وأنا مُرقل، أي زاحف نحوك في جحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان، وقد صحبتهم ذرية بدرية، وسيوف هاشمية، وقد عرفت مواقع نصالها في أخيك وخالك وجدك وأهلك، وما هي من الظالمين ببعيد”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى