الشيخة لالة زينب أول امرأة تتولى مشيخة زاوية بالمغرب العربي..
أول التساؤلات : هل وفاها المؤرخون حقها..!!
قبل أن نغمس قلم الحبر في الدواة يجب علينا أن ندرس جيدا كيف كانت نظرة المؤرخين للمرأة الجزائرية في تلك الحقبة الاستعمارية..
سنجد دون شك بأن المرأة كانت مغيبة فكريا و تحديدا في الفكر الديني الذي كانت فرنسا تسلط عليه الضوء و بشدة في محاولة لطمس الهوية الدينية للجزائر..
لالة زينب استثناء تاريخي قلب موازين المنطقة بأكملها في تلك الفترة لعدة عوامل التي كان أولها عامل السن فلالة زينب كانت صغيرة عن تولي المشيخة في نظر المحيطين بها،و ثاني العوامل كونها إمرأة و هو العامل الذي خلق علامة الاستفهام الكبرى لدى المعارضين..!! و ثالث العوامل هو كيف ستصبح المرأة بعد تولي إمرأة مشيخة الزاوية في فترة الاستعمار الفرنسي..
تكون لالة زينب هي أول شيخة زاوية في المغرب العربي بأكمله،و هي بطبيعة الحال أول إمرأة فقيهة في شؤون النساء دون حجاب بينها و بينهن..لالة زينب خالفت نمط و تقليد المرأة العربية فخرجت عن التقاليد و الأعراف القديمة البالية و صنعت نمطا جديدا يتمثل في المرأة المسؤولة المسيرة القادرة على التحكم في زمن كانت فيه المرأة الجزائرية تعاني ويلات الاستعمار..
و بنظرتها للعلوم و الدين جمعت حولها عدة علماء و شعراء و رجال دين من أمثال الشيخ عاشور الخنقي و ابن الحفاف..و جلبت بشخصيتها القوية العداوة لنفسها كذلك مع القائد الفرنسي كروشار رئيس المكتب العربي ببوسعادة..كما كانت لها عداوة كذلك في محيطها القريب بسبب طموحات في تولي المشيخة عقب والدها و يتجسد ذلك في رفضها لأوامر المستعمر بتسليم مفاتيح الزاوية للشيخ محمد و أن تبتعد عن المشيخة نهائيا..
يتبع..
بونيف المسعود/الجزائر
