مقال

الدكروري يكتب عن زواج الرسول من أم سلمة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن زواج الرسول من أم سلمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي عن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قولا سررت به، قال لا يصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول اللهم أجرنى فى مصيبتنى وأخلف لى خيرا منها، وإلا فعل ذلك به” فقالت أم سلمة رضى الله عنها فحفظت ذلك منه، فلما توفى أبو سلمة استرجعت، وقلت اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرا منها، ثم رجعت إلى نفسي فقلت من أين لي خير من أبي سلمة؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أدبغ إهابا لي، فغسلت يدي من القرظ، وأذنت له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي.

فلما فرغ من مقالته قلت يا رسول الله، ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيَّ، ولكني امرأة بي غيرة شديدة، فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال، فقال صلى الله عليه وسلم ” أما ما ذكرت من الغيره فسوف يذهبها الله، وأما ذكرت من السن فقد أصابنى مثل ما أصابك، وأما ما ذكرت من العيال، فإنما عيالك عيالى ” فقالت فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت أم سلمة فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت الحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم سلمة، وهى كان لفتة حانية وتكريما رفيعا من الرسول صلى الله عليه وسلم، أن تزوج أم سلمة رضي الله عنها، فقد غدت بعد وفاة زوجها المجاهد أبي سلمة.

من غير زوج يعيلها، أو أحد يكفلها، رغم ما بذلت هي وزوجها من جهد لهذه الدعوة المباركة، وهي مع ذلك كان لها من الأيتام أربعة، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو الزوج لها والكفيل لأبنائها، وبعد وفاة أبي سلمة رضى الله وانقضاء عدة أم سلمة خطبها أبو بكر فردته، ثم خطبها عمر فردته، ثم استأذن عليها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فوافقت على الزواج من النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن زوجها ابنها، وشهد عقدها رجال من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، فكان صداقها رضي الله عنها كصداق السيده عائشة وهو صحفة كثيفة، وفراش حشوه ليف، ورحى، ودخل بها النبي الكريم صلى الله عليه وسلم سنة أربع من الهجرة، وقد كانت رضي الله عنها تختلف عن باقي نساء النبي صلى الله عليه وسلم.

فقد انتزع من صدرها الغيرة، حيث اعترفت للنبي صلى الله عليه وسلم بغيرتها، وذلك عند خطبته لها، فدعا لها النبي صلى الله عليه وسلم بذهاب الغيرة من نفسها، وكانت رضي الله عنها من أجمل نسائه باعتراف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث تقول عائشة رضي الله عنها، وقد كانت للسيدة أم سلمة رضي الله عنها مكانتها عند النبي صلى الله عليه وسلم، فعن زينب ابنة أمِ سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عند أم سلمة رضي الله عنها فجعل حسنا في شق، وحُسينا في شق، وهما ” الحسن والحسين “وفاطمة في حجره، وقال ” رحمة الله عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ” وأنا وأم سلمة رضى الله الله عنها، جالستان، فبكت أم سلمة رضي الله عنها، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت يا رسول الله، خصصتهم وتركتني وابنتي، فقال صلى الله عليه وسلم ” أنت وابنتك من أهل البيت “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى