مقال

الدكروري يكتب عن سيد الأعمام في ضحضاح من نار

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن سيد الأعمام في ضحضاح من نار
بقلم / محمـــد الدكـــروري

روي الإمام البخاري في صحيحه عن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه قال حدثنا العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي “ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك، قال صلى الله عليه وسلم “هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار” وقيل أن العباس رضى الله عنه قد راح بصره في آخر عمره، وأعتق سبعين مملوكا عند موته، وقد توفي في المدينة المنورة وعمره ثمانى وثمانون سنة، وقد بعث بنو هاشم مؤذنين يخبرون الناس بوفاته إلى أهل المدينة المنورة كافة، رحم الله من شهد العباس بن عبد المطلب، فأتى حشد عظيم من الناس لجنازته، وازدحموا عليه ليحملوه وليدفنوه، فاضطر الخليفة عثمان بن عفان أن يأتي بالشرطة ليفرق الناس عنه.

وحضر غسله عثمان بن عفان، وغسله علي بن أبي طالب، وعبد الله ابنه وأخواه قثم، وعبيد الله، فصلى عليه الخليفة عثمان بن عفان ودُفن في بقيع الغرقد، وعن أبي سفيان بن الحارث عن أبيه قال، كان العباس أعظم الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة يعترفون للعباس بفضله ويشاورونه ويأخذون رأيه وقال له عمر بن الخطاب، ذات مرة في حديث طويل ” فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلى من إسلام الخطاب لو أسلم، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من إسلام الخطاب لو أسلم، وهو يقصد أنه إسلام العباس أحب اليه من إسلام والده، وقالت السيدة عائشة رضى الله عنها “ما رأيت رسول الله يجل أحدا ما يجل العباس، أو يكرم العباس”

ويلقب العباس بن عبد المطلب في علم الأنساب بلقب سيد الأعمام لكونه عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقال ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ” إن العباس بن عبد المطلب دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مغضبا وأنا عنده، فقال صلى الله عليه وسلم، ما أغضبك، قال يا رسول الله، ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة وإذا لقونا لقونا بغير ذلك قال، فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى احمر وجهه ثم قال ” والذى نفسى بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله، ثم قال صلى الله عليه وسلم، يا أيها الناس من آذى عمى فقد آذانى، فإنما عم الرجل صنو أبيه ” ويعتبر هذا التوسل من التوسل المشروع في الإسلام لأنهم توسلوا بدعائه ولم يتوسلوا بجاهه.

ويعتبر هذا هو المحرم في الدين الإسلامي، وعن الكلبي أنه قال في وصفه بأنه كان شريفا، مهيبا، عاقلا، جميلا، أبيض، له ضفيرتان، معتدل القامة، وأعقب الذهبي في وصفه، بل كان من أطول الرجال، وأحسنهم صورة، وأبهاهم، وأجهرهم صوتا، مع الحلم الوافر، والسؤدد، وقال في موضع آخر، وكان تام الشكل، جهوري الصوت جدا، ومما يذكر في جهورية صوته أنه كان عندما يحتاج غلمانه يقف على سلع ويسمعهم وهم في الغابة على بعد ثمانية أو تسعة أميال، وكان مما نقل الذهبي عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، أن عمر لما دنا من الشام تنحى ومعه غلامه، فعمد إلى مركب غلامه فركبه، وعليه فرو مقلوب، وحول غلامه على رحل نفسه، وإن العباس لبين يديه على فرس عتيق، وكان رجلا جميلا، فجعلت البطارقة يسلمون عليه، فيشير لست به، وإنه ذاك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى