خواطر ادبية خالد سيد
أحدثكم عن المظاهر و الإعجاب عن الشكليات و الألوان المبهرجة عن الأحاديث المعسولة التي تُدهن بالعسل في البدايات عن الزهور في بداية المواسم عن الطيور و الفراشات في فصل الربيع عن زخات المطر عن شروق الشمس بخيوطها الذهبية وعن غيابها المؤلم عن اشراقة القمر و ضوءه عن اكتمال البدر و نوره
عن غيابه و تلاشيه شيئا فشيء عن رحيله و ظلمة الليل عن
الغيوم و انعكاس أشعة الشمس
عن التلون الذي يشكل قوس القزح و الوانه الجميلة عن الخراف التي تذهب بصحبة الراعي صباحاً و تعود مساءاً عن صوت الناي الحزين في فم الأخرس عن صوت الينبوع العذب الرقراق عن كل الأشياء التي في بدايتها كلها جميلة و تثير الاعجاب تبهج النفوس و تعطي للانسان رغبة في الحياة و المثابرة بكل عزم وارادة ولكن كلها سا تنتهي ولكل بداية
نهاية وهذا ما يصعب تغييره و منعه حتماً سينتهي كل شيء
شئنا أم أبينا سينتهي فإن الاعجاب بمظهر الإنسان سينتهي بمجرد الإدراك عنه أن ليس لديه روح تشبهنا لا يمتلك الوعي و مقدار التعامل معنا لا يحدد ما
يلقيه على من حوله من كلام
جارح فلا داعي للمظاهر و التلونات إذا كانت الروح غائبة والمنطق لا يلائمنا ماذا يتبقى من
أساس الإنسان و ماذا سيربطنا به إن لم تكن العلاقات مبنية على
أسس متينة مهما كبرت و طالت و عظمت تبقى مهددة بالسقوط لانها بُنيت على أسس هشة لا يربطها الا الشكليات و الألوان
بُنيت على مبدأ الاعجاب ستمحى الملامح مع الزمن مع اكتشافنا أن هذا الشخص لا يحمل الروح و حسن المعاملة لا يمتلك نفس المنطق و لا يبادلنا الاحترام
سينتهي الاعجاب بإدراكنا أن لا
روح و لا منطق هناك سندرك أن كل الأشياء قابلة للتغير و التخلي لطالما ظلنا لا يتبعنا في الظلام
يتخلى عنا في العتم و يتبعنا في الضوء فالكل قابل للتغيير لا شيء حقيقي سوى أسمي هو الشئ الذي يلتصق بي منذ ولدت إلى موتي سأعيش ب إسمي واموت وأدفن ب إسمي ويكتب على نصيبة القبر إسمي
خالد سيد
الاحد ١٢ مارس ٢٠٢٣
