مقال

الدكروري يكتب عن أبو جهل مع عمه الوليد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أبو جهل مع عمه الوليد
بقلم/ محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية كما ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن عدو الإسلام أبي جهل عمرو بن هشام، فقيل أنه جاء الأخنس بن شريق قائد بنى زهرة إلى أبى جهل ابن هشام بن المغيرة سيد قريش ولما اختلى به سأله قائلا “أترى محمدا يكذب؟” فقال أبو جهل “ما كذب قط وكنا نسميه الأمين ولكن إذا كان فى بني هاشم السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأى شيء لبني مخزوم؟” وكان الوليد يسمع قرآءته ففطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعاد الآية فانطلق الوليد حتى أتى مجلس قومه فقال “والله لقد سمعت من محمد آنفا كلاما ما هو من كلام الإنس ولا من كلام الجن إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق وإنه يعلو وما يعلى عليه”

ثم انصرف إلى منزله، فقالت قريش “صبأ والله الوليد، وهو ريحانة قريش والله لتصبأن قريش كلهم” فقال أبو جهل “أنا أكفيكموه فانطلق فقعد إلى جنب الوليد حزينا فقال له الوليد ما لي أراك حزينا يا ابن أخي؟” فقال “وما يمنعني أن أحزن؟ وهذه قريش يجمعون لك نفقة يعينونك على كبر سنك ويزعمون أنك زينت كلام محمد وإنك تدخل على ابن أبى كبشة وابن قحافة لتنال من فضل طعامهم” فغضب الوليد وقال “ألم تعلم قريش أني من أكثرها مالا وولدا؟ وهل شبع محمد وأصحابه ليكون لهم فضل؟” ثم قام مع أبي جهل حتي أتي مجلس قومه فقال لهم “تزعمون أن محمدا مجنون، فهل رأيتوه يحنق قط؟” قالوا “اللهم لا” قال “تزعمون أنه كاهن فهل رأيتموه تكهن قط؟” قالوا “اللهم لا” قال “تزعمون أنه كذاب فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟”

قالوا “لا” فقالت قريش للوليد “فما هو؟” فتفكر في نفسه ثم نظر وعبس فقال”ما هو إلا ساحر أما رأيتموه يفرق بين الرجل وأهله وولده ومواليه فهو ساحر وما يقوله سحر يؤثر” فقال أبو جهل “والله إن لى فيه رأيا ما أراكم وقعتم عليه بعد” قالوا “وما هو يا أبا الحكم؟” قال “أرى أن نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطى كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعمدوا إليه، فيضربوه بها ضربة رجل واحد، فيقتلوه، فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا، فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، فرضوا منا بالعقل، فعقلناه لهم” فكان عمرو ابن هشام هو من ألد المشركين يوم بدر، فقد قرر كبير القوم عتبة بن ربيعة الانسحاب والعودة إلى مكة وقال “لا يشق القوم إلا ابن الحنظلية”

ويقصد أبا جهل، وهو ما حصل إذ رد عليه أبو جهل، بوساطة حكيم بن حزام وقال “لقد جبن ابن ربيعة لأن ابنه أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة في جيش محمد، فلا نرجع حتى نرد ماء بدر وتعزف القيان وتدق الطبول وتسمع بنا العرب” فقتل يوم بدر على يد معوذ ومعاذ أبناء عفراء وقد كانا فى حوالي السادسة عشر من عمرهما، وأجهز عليه عبد الله بن مسعود فسأله أبو جهل قبل موته “لمن الغلبة اليوم؟” فرد عليه ابن مسعود “لله ورسوله يا عدو الله” فرد عليه أبو جهل “لقد ارتقيت مرتقى صعبا يا رويعى الغنم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى