مقال

الدكروري يكتب عن حب عكرمة للقرآن الكريم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن حب عكرمة للقرآن الكريم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية أنه كان من أهم ملامح شخصية عكرمة بن أبى جهل، هو الحب العميق للقرآن فكان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف، فيضعه على وجهه ويقول “كلام ربي، كلام ربي” وأيضا الإيثار في أشد المواقف فروى حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبى جهل وعياش بن أبي ربيعة جرحوا يوم اليرموك، فدعا الحارث بن هشام بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث ادفعوه إلى عكرمة فلما أخذه عكرمة نظر إليه عياش فقال عكرمة ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا جميعا وما ذاقوه، وتوفى عكرمه بن أبى جهل فى معركة اليرموك، فوُجد به بضع وسبعون ما بين طعنة وضربة ورمية، وإن من عقيدة المسلم.

هو حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال الطحاوي رحمه الله ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب واحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان” فإن المسلمين يحبون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ويفضلونهم على جميع الخلق بعد الأنبياء، لأن محبتهم من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم من محبة الله، وهم يثنون على الصحابة، ويترضون عنهم، ويستغفرون لهم لأنهم خير القرون في جميع الأمم، وقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث عبدالله رضي الله عنه.

أن النبى صلى الله عليه وسلم قال “خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” وإن الصحابة الكرام هم الواسطة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين أمته، فمنهم تلقت الأمة عنه الشريعة، وما كان على أيديهم من الفتوحات الواسعة العظيمة، وأنهم نشروا الفضائل بين هذه الأمة، من الصدق والنصح والأخلاق والآداب، التي لا توجد عند غيرهم، وإن من الصحابة الكرام هو الصحابي الجليل خالد بن سعيد بن العاص، وهو من السابقين إلى الإسلام، وقد عينته أم حبيبة وهى السيدة رملة بنت أبي سفيان، وكيلا لها عندما خطبها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي، وكان يكنى أبا سعيد.

وأمه هى أم خالد بن حباب بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة وهى من ثقيف، فهوخالد بن سعيد ابن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، القرشي الأموي، وهو أحد السابقين الأولين، وقد روي عن أم خالد بنت خالد ، قالت كان أبي خامسا في الإسلام، وهاجر إلى أرض الحبشة، وأقام بها بضع عشرة سنة، وولدت أنا بها، فهو من السابقين للإسلام، وقد دفن وإخوته في دمشق، وقد كتب المؤرخون القدامى ممن دُفنوا في مدينة دمشق وقراها ما يظهر لنا بأن تراب دمشق وما حولها قد اختلطت بذراته دماء الصحابة الكرام والتابعين الأكابر والعلماء الأجلاء، في عدد لا يُحصيه إلا الله عز وجل، وكان سرهم الرباني ما هو إلا أنهم سمعوا بأحاديث النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، عن بركة الشام وفضل أهلها، فقَدموا وقلوبهم تطمح لأمر واحد، وهو أن يشملهم قوله صلى الله عليه وسلم “يجتبي إليها خيرته من عباده” فما أجملها من منافسة إيمانية صافية، فإنك كيفما مشيت بين أزقة دمشق القديمة تجد نسائم ايمانية تدعوك للوقوف لحظة قدسية مغيبة عن نفسك، ألا وهي استخلاص العبرة والعظة من سير بعض من سبقونا للإيمان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى