مقال

الدكروري يكتب عن عمرو بن هشام المخزومي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن عمرو بن هشام المخزومي
بقلم / محمـــد الدكــروري
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن عدو الإسلام أبو جهل عمرو بن هشام، فقيل أنه لما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم فقد جن جنون عمرو بن هشام وفقد عقله واستشاط غضبا، لأنه كان يرى أن بني مخزوم وهي القبيلة التي كان ينتمي إليها تستحق أن تكون فيها النبوة، وقد عبّر عن ذلك يوما بقوله لزعماء قريش إن بني هاشم قد حظوا بالسقاية الرفادة ثم جاؤوا ليحظوا بالنبوة كذلك، فكان سبب عدم إسلامه كفره وتكبره وعناده عن قبول دعوة الحق، إلى جانب القبلية التي كانت في نفسه و التحيز لعشيرته بني مخزوم، وبعد أن رأت قريش منه ذلك سماه عمه الوليد بن المغيرة أبو جهل لأنه فقد الحكمة التي كانت يتمتع بها بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ظل أبو جهل يحارب الإسلام والمسلمين.

وقد كان صاحب فكرة قتل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويروى أنه حاول قتله ذات مرة وذلك برمي حجر عليه، ولكن الله عز وجل عصم نبيه فرأى أبو جهل إبلا عظيمة تهم أن تأكله وحالت بينه وبين ما يريد، ومن صور العداء الشديد من أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم، أنه طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة، فتحدثا في شأن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو جهل والله إني لأعلم أنه لصادق، فقال له مه، وما دلك على ذلك؟ قال يا أبا عبد شمس، كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، فلما تم عقله وكمل رشده، نسميه الكذاب الخائن، والله إني لأعلم إنه لصادق، قال فما يمنعك أن تصدقه وتؤمن به؟ قال تتحدث عني بنات قريش أني قد اتبعت يتيم أبي طالب من أجل كسرة، واللات والعزى لن أتبعه أبداز

فنزل قول الحق سبحانه وتعالى ” وختم علي سمعه وقلبه” وسأل المسور بن مخرمة، خاله أبا جهل عن حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال يا خالي، هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال يابن أختي، والله لقد كان محمد فينا وهو شاب يدعى الأمين، فما جربنا عليه كذبا قط، قال يا خال فما لكم لا تتبعونه؟ قال يابن أختي تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأطعموا وأطعمنا، وسقوا وسقينا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا على الركب أي بمعني جلسنا على الركب للخصومة، كنا كفرسي رهان متساويين في الفضل، قالوا منا نبي، فمتى ندرك مثل هذه؟ وقال الأخنس بن شريق يوم بدر لأبي جهل يا أبا الحكم، أخبرني عن محمد، أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيري وغيرك يسمع كلامنا؟

فقال أبو جهل ويحك والله إن محمدا لصادق، وما كذب محمد قط، ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟” ورغم علم وشهادة أبي جهل للنبي صلى الله عليه وسلم بالصدق والأمانة إلا أنه لم يؤمن به حسدا واستكبارا، وقد قال الله عنه وعن أمثاله، ممن كذبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يؤمنوا به، وهم يعلمون صدقه ونبوته كما جاء في سورة الأنعام ” فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى