مقال

الدكروري يكتب عن ولتكبروا الله على ما هداكم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ولتكبروا الله على ما هداكم
بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن التكبير في شهر رمضان، حيث أمر الله به تعالى في كتابه، فقال تعالى ” ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم” أى على ما وفقكم له من الصيام، والقيام وغيرهما من الطاعات في هذا الشهر، فكبروا أيها المسلمون من غروب شمس ليلة العيد إلى الصلاة قولوا الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، قولوا ذلك جهرا في المساجد، والأسواق، والبيوت، إلا النساء، فإنهن يكبرن سرا لا جهرا، وأما الصلاة فقد أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى النساء، فاخرجوا رحمكم الله إلى الصلاة رجالا ونساء كبارا وصغارا، ولتخرج النساء غير متجملات، ولا متطيبات، وتعتزل الحائض المصلى لأن مصلى العيد مسجد، أما الرجال.

فالسنة أن يخرجوا متطيبين لابسين أحسن ثيابهم بعد الاغتسال والتنظيف، والسنة أن يأكل الإنسان قبل خروجه إلى الصلاة تمرات وترا ثلاثا أو خمسا أو سبعا أو نحوها من الوتر، وسمعت أن بعض النساء يخرجن بالتمر معهن إلى مصلى العيد يفطرن فيه، وهذا بدعة لا أصل له، وبعضهن يفعل ذلك إذا جاء خبر العيد بعد الفجر يقلن ما نفطر إلا بالمصلى وهذا أيضا لا أصل له بل الواجب أن ينوى الإنسان الفطر من حين أن يثبت العيد لأن إمساك يوم العيد حرام، وإن من رحمة الله تعالى بعباده أنه لما خلقهم وكلفهم هداهم لدينه، وبيّن لهم الطريق إليه، وأقام الحجة عليهم، وقطع أعذارهم، والشرائع التي أوجبها الله تعالى على العباد، وألزمهم بها، هي لمنافعهم ومصالحهم، فالتزامهم بها ينفعهم ولا ينفع الله تعالى شيئا.

ورفضهم لها يضرهم ولا يضر الله تعالى شيئا، كما قال سبحانه في الحديث القدسى “يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني” رواه مسلم، هذا ومن أعظم ما فرض الله تعالى على عباده من الفرائض فريضة الزكاة، فهي عبادة المال، وركن الإسلام الثالث بعد الشهادتين والصلاة، تكرر ذكرها في القرآن كثيرا، وقرن ذكرها بذكر الصلاة في أكثر الآيات، فالصلاة تعصم الدم، والزكاة تعصم المال، ولولا ما فيها من المنافع للعباد في معاشهم ومعادهم، وفيما يخصهم أفرادا وجماعات ودولا وأمما لما كانت عناية الشريعة بها كذلك إذ إن الله تعالى لا يشرع لعباده إلا ما يصلحهم في الدنيا والآخرة، والزكاة دليل صدق العبد فى إيمانه، وتسليمه لربه، وثقته في موعوده.

ولذلك يبذل أغلى ما يملك عن طيب نفس ورضا، ومن هذا القبيل أطلق على الزكاة لفظ الصدقة، وهو مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد، وهذا الفهم لمعنى الزكاة يرتكز على مفهوم التلازم بين الفعل والقول والاعتقاد في الإسلام، فلا يكمل الاعتقاد بلا قول، كما لا يكمل القول بدون فعل، فالتلازم بين هذه الأمور الثلاثة لحمة عقيدة الإسلام ومرتكزها، وإن ارتباط الزكاة بالعقيدة، وكونها جزءا أساسا لا يكتمل الإيمان إلا بها يدل عليه ما ورد من آيات عن الزكاة في العهد المكي، حيث لم تتكون بعد دولة الإسلام، ولم تتحدد أنواع الأموال والمقادير الواجب إخراجها، إنما كانت الإشارة إلى الزكاة في هذه الفترة.

باعتبار أنها جزء من الاعتقاد، مما يدل على مدى التلازم بين الإيمان بالله تعالى والعبودية التي هي أقوال وأفعال تبرهن على صدق الإيمان، كما يبين هذا التبكير في الخطاب بالزكاة قبل قيام دولة الإسلام ما يجب على الفرد تجاه إخوانه ومجتمعه وأمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى