غير مصنف

 أهمية ونتائج غزوة أحد

جريدة الأضواء

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية وكما جاء في كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير والكثير عن غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم، وقد تناول المؤرخون غزوة أحد بالتعليق، موضحين أهميتها ونتائجها بالنسبة للدولة الإسلامية الفتية، فقيل يوم أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص، واختبر الله به المؤمنين ومحص به المنافقين، ممن كان يظهر الإيمان بلسانه، وهو مستخف بالكفر في قلبه، ويوما أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته، ولقد كانت الشجاعة والحلم من دروس غزوة أحد، فقد امتلأت هذه الغزوة بمشاهد عجيبة للشجاعة، وقد امتلأت غزوة أحد بمشاهد عجيبة للشجاعة، فكان في أول الغزوة موقفا حيث استعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم الجيش.

وكان قد خرج مع الرجال غلمان لا طاقة لهم بالجهاد رغبة منهم في نصرة الحق، وطمعا في الشهادة، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردّهم لصغرهم، ومنهم عبدالله بن عمر، والبراء بن عازب، وأسامة بن زيد، وزيد بن ثابت، وعرابة بن أوس، وكان منهم أيضا رافع بن خديج، ولكن قيل له إن رافعا كان يجيد الرمي، فأجازه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قيل له إن سمرة بن جندب يغلب رافعا إذا صارعه، فأجاز سمرة أيضا، وكانا في الخامسة عشرة من عمرهما، ولنا أن نشيد هنا بشجاعة هؤلاء الغلمان، وحرصهم على المشاركة في القتال، وتعريض أنفسهم للموت والهلاك بالرغم من صغرهم، ولا غرو أن المشاركة في ساحات الوغى ليس بالأمر الهين فقد كان أمرا يهابه الكبار ممن اشتد عودهم.

وقوي ساعدهم، ثم يجب أن نتوقف كثيرا أمام موقف النبي صلى الله عليه وسلم ورفقه ورحمته برعيته، وإصراره على استعراض الجيش بنفسه ليرد من يرى أنه ليس أهلاً للقتال شفقة ورأفة بهم، ولا يجيزهم إلا بوساطة وشفاعة وتزكية تؤكد له أن لهم قدرة على المشاركة في القتال، وكان الأصل أن يرد كل من يشك في قدرته على القتال، وكان هناك موقف عظيم وكان في نهاية الغزوة، وصاحبته هي السيدة أم عمارة، وهى نسيبة بنت كعب المازنية، وتقول السيده نسيبه خرجت أول النهار، وأنا أنظر ما يصنع الناس، ومعي سقاء فيه ماء، فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه، والدولة والربح للمسلمين، فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فقمت أباشر القتال، وأذب بالسيف، وأرمي عن القوس، حتى خلصت الجراح إليّ” وقد روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عنها “ما التفت يوم أحُد يمينا ولا شمالا، إلا وأراها تقاتل دوني” وإن الإنسان ليدهش ويتعجب أشد العجب من هذه الشجاعة النادرة، والبطولة التي لا مثيل لها، من امرأة ضعيفة قد فاقت كثيرا من الرجال في شجاعتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى