غير مصنف

جيش المسلمين مع مربع بن قيظي

جريدة الأضواء

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

ذكرت كتب الفقه الإسلامي والشريعة الإسلامية الكثير عن غزوة أحد، وكانت من الدروس المستفاده منها هو الحلم والعفو والرحمة، ومن مواقف الحلم والرحمة في هذه الغزوة، أنه مر جيش المسلمين في أثناء سيره ببستان رجل كافر أعمى يدعى مربع بن قيظي، فلما سمع حس الجيش، قال لا أحل لك إن كنت نبيا أن تمر في حائطي، وأخذ في يده حفنة من تراب ثم قال لو أعلم ألا أصيب بها غيرك لرميت بها وجهك، وأساء الأدب مع النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، فابتدره القوم ليقتلوه ويؤدبوه عقابا له على سوء أدبه مع خير الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بحلم وعفو ورحمة أمرهم أن يتركوه ولا يمسوه بسوء، قائلا لهم ” دعوه فإنه أعمى القلب، أعمى البصر”

كما علمنا، فقد خلص المشركون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجرحوا وجهه، وكسروا رباعيته، وهشموا البيضة على رأسه، ورموه بالحجارة، ونشبت حلقتان من المغفر في وجهه، وسال الدم من وجنته، وأخذت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم عن وجهه، فكان الدم يزيد، حتى أخذت قطعة من الحصير فأحرقتها وألصقتها بالجراح، فاستمسك الدم، ثم إننا لنعجب أن نرى إزاء هذا الإيذاء الظالم، والتعدي الفاحش إحسانا وفضلا من رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان يمسح الدم عن وجهه قائلا ” اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” إنها مظاهر رحمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تجلت في عفوه عن الأعمى الذي سبه ونال منه، حتى هم أصحابه بقتله، فأبى عليهم.

وقال “دعوه فإنه أعمى القلب، أعمى البصر” وفي قوله وهو يجفف الدم عن وجهه الكريم الشريف “اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون” فكانت غزوة أحد نصر في البداية وابتلاء تمحيص النهاية، فبعد انتصار المسلمين في بدر حاول أبو سفيان أن يشن غارة سريعة على المدينة، يعلن فيها عن قوة قريش، ويبر بقسمه أن يغزو المسلمين، ولكن المسلمين عندما شعروا به، خرجوا سراعا لرده، ففر ولم يدركوه، وتخفف أثناء فراره من السويق الذي يحمله الجند، فسميت تلك غزوة السويق، وقد قام الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ببعض الحملات الناجحة لتفريق تجمعات القبائل من غطفان وسليم، التي كانت تراود نفسها بالإغارة على المدينة، كما استطاعت حملة أخرى بقيادة زيد بن حارثة أن تصادر عير قريش.

التي حاولت الوصول إلى الشام عن طريق العراق دون المرور بالمدينة، وكان ذلك إمعانا من المسلمين في إحكام الحصار الاقتصادي على قريش، وقد زاد ذلك من حنق قريش وغيظها على المسلمين مما جعلها تسارع في استعداداتها، وإحكام خطتها للأخذ بثأر المشركين في بدر، ومحاولة الحد من قوة المسلمين التي تحكم الحصار من حولهم، ومن أجل هذا حاولت قريش أن تبذل كل جهدها وطاقتها ماديا ومعنويا، في سبيل حشد جيش كبير تستطيع به أن تنتقم من المسلمين الذين هزموها في بدر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى