غير مصنف

الملوك الكلدان الذين حكموا بابل

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن شخصيات تاريخية ومن هؤلاء الشخصيات هو أعظم ملوك بابل نوبخذ نصر، أو قيل بختنصر أو بخترشاه، فهو أحد الملوك الكلدان الذين حكموا بابل، وبابل هي مدينة عراقية كانت عاصمة البابليين أيام حكم حمورابي، حيث كان البابليون يحكمون أقاليم ما بين النهرين، وقد وافقت منظمة اليونسكو على إدراج بابل في لائحة التراث العالمي، وقد اختيرت عاصمة للسياحة العربية، وقد حكمت سلالة البابليين الأولى تحت حكم حمورابي قبل الميلاد في معظم مقاطعات ما بين النهرين، وأصبحت بابل العاصمة التي تقع علي نهر الفرات، التي اشتهرت بحضارتها، وقد بلغ عدد ملوك سلالة بابل والتي عرفت بالسلالة الآمورية، العمورية، إلى احدى عشر ملكا.

وقد حكموا ثلاثة قرون قبل الميلاد، وفي هذه الفترة بلغت حضارة المملكة البابلية أوج عظمتها وازدهارها وانتشرت فيها اللغة البابلية بالمنطقة كلها، حيث ارتقت العلوم والمعارف والفنون وتوسعت التجارة لدرجة لا مثيل لها في تاريخ المنطقة، وكانت الإدارة مركزية والبلاد تحكم بقانون موحد، وضعه الملك حمورابي لجميع شعوبها، وقد دمرها الحيثيون، ثم حكمها الكاشانيون، وقد انتعشت بابل مره أخرى، وخصوصا أيام حكم الملك الكلداني نبوخذ نصر حيث قامت الإمبراطورية البابلية، وكانت تضم بلادا من البحر الأبيض المتوسط وحتى الخليج العربي، وقد استولى عليها قورش الفارسي، وقتل آخر ملوكها بلشاصر، وكانت مبانيها من الطوب الأحمر، واشتهرت بالبنايات البرجية وهى الزيجورات.

وكان بها معبد إيزاجيلا للإله الأكبر مردوخ أو مردوك، والآن أصبحت أطلالا، وقد عثر بها على باب عشتار وشارع مزين بنقوش الثيران والتنانين والأسود الملونة فوق القرميد الأزرق، وأما عن نبوخذ نصر فكان أكبر أبناء نبوبولاسر، ونبوبولاسر، هو ملك كلداني وهو أحد ملوك الأمبراطورية البابلية الثانية، وهو والد الملك نبوخذ نصر، وكان لنبوبلاسر الدور الكبير في إسقاط الإمبراطورية الآشورية، وذلك بعد وفاة اخر ملوكها الاقوياء آشور بانيبال، وحكم نبوبولاسر بابل، وبعد موت الإمبراطور الاشوري آشور بانيبال قرر نبوبولاسر العصيان على الحكم الاشوري فنصب نفسه ملكا على بابل، وقد ضعفت قوة الآشوريين بعد وفاة آشور بانيبال فقاد نبوبولاسر جيش من الكلدانيين لمهاجمة نينوى.

عاصمة الإمبراطورية الآشورية، وتمكن نبوبولاسر وبمساعدة الميديين من الانتصار على الآشوريين في معركة نينوى فتمكن نبوبولاسر من الدخول إلى نينوى وإسقاطها، إلا أن الآشوريين اتجهوا نحو مدينة حران واتخذوها عاصمتهم الجديدة بعد إسقاط نينوى، وقد صعد الفراعنة بقيادة ملكهم نخو الثالث، لمساعدة الآشوريين من الحصار من قبل الكلدان، إلا أن الجيش الكلداني بقيادة اميرهم نبوخذ نصر تمكن من الانتصار على الآشوريين والمصريين في معركة كركميش، وبعد هذا الانتصار انتهى عهد الآشوريين وتمكن الكلدان من السيطرة على بلاد الشام ووصلوا إلى حدود مصر، وتوفي نبوبولاسر وكان عمره ثلاثه وخمسين سنه، وتولى ابنه نبوخذ نصر الحكم مكانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى