غير مصنف

الصفدي يتحدث عن ابن سيد الناس

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية وكما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن علماء الإسلام وأئمة المسلمين وكان من بين هؤلاء الأئمة هو الإمام إبن سيد الناس، وذكر الإمام الصفدي أمرا كان يفعله ابن سيد الناس، قال وأقمت عنده بالظاهرية قريبا من سنتين، فكنت أراه يصلي كل صلاة مرات كثيرة، فسألته عن ذلك فقال خطر لي أن أصلي كل صلاة مرتين ففعلت، ثم ثلاثا ففعلت وسهل علي، ثم أربعا ففعلت، قال وأشك هل قال خمسا وعلق الشوكاني في البدر الطالع على هذه القصة تعليقا موفقا، قال وهذا وإن كان فيه الاستكثار من الصلاة التى هي خير موضوع وأجمل مرفوع، لكن الأَولى أن يتعود التنفل بعد الفرائض على غير صفة الفريضة، فإن حديث النهي عن أن تصلي صلاة في يوم مرتين.

ربما كان شاملا لمثل صورة هذه الصلاة، ولعله جعله خاصا بتكرير الفريضة بنية الافتراض، وطلب الصفدي في رسالة من ابن سيد الناس أن يجيزه، فكتب له الجواب بالإجازة، ونورد هنا جانبا منها لما ورد فيها من أدب وتواضع، ولإذنه له بالإصلاح والتغيير فكأنما ألزمتني أن أتجاوز حدي، لولا أن الإقرار بأن الرواية عن الإقران نهج مهيع، والاعتراف بأن للكبير من بحر الصغير الاغتراف وأن لم يكن مشرعه ذاك المشرع، فنعم قد أجزت لك ما رويته من أنواع العلوم على الشرط المعروف والعرف المعلوم، وما تضمنه الاستدعاء الرقيم، بخطك الكريم، من فنون الأدب التي باعك فيها من باعي أمدَّ، وسهمك في مراميها من سهمي أسد، وأذنت لك في إصلاح ما تعثر عليه من الزلل والوهم.

والخلل الصادر عن غفلة اعترت النقل أو وهلة اعترضت الفهم، فيما صدر عن قريحتي القريحة من النثر والنظم، وفيما تراه من استبدال لفظ بغيره مما لعله أنجى من المرهوب، أو أنجع في نيل المطلوب، أو أجرى في سنن الفصاحة على الأسلوب، وقد أجزت لك إجازة خاصة يرى جوازها بعض من لا يرى جواز الإجازة العامة أن تروي عني ما لي من تصنيف أبقيته، في أي معنى انتقيته، تبركاً بالدخول في هذه الحلبة، وتمسكا باقتفاء السلف في ارتقاء هذه الرتبة، واقبالا من نشر السنة على ما هو أمنية المتمني، وامتثالا لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم “بلغوا عني” وعلى خلاف أغلب علماء عصره لم يكن فتح الدين ابن سيد الناس على وفاق مع متصوفة عصره، وذلك لأن أغلبهم اتخذوا التصوف حرفة ومظاهر.

وأصبحت الموالد التي يقيمونها مواسم للفساد والمعاصي، كما يذكرذلك المؤرخون، وله فيهم أبيات هجو مقذعة، ومما قاله يعيب عليهم الموالد فيقول يا عصبة ما ضرّ دين محمد، وسعى إلى إفساده إلا هي، دف ومزمار ونغمة شادن، أرأيت قط عبادة بملاه؟ ويورد مؤرخو تلك الحقبة إلى أمور يأخذونها على فتح الدين ابن سيد الناس، وقد سبق قول الإمام الذهبي عنه عليه مآخذ في دينه وهديه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى