غير مصنف

رائد علم الحديث في عصرة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن فقهاء الإسلام والذي كان من بينهم الإمام الزمخشري، وهو صاحب كتاب الكشاف، وعن تفسير الكشاف يقول الدكتور محمد بن محمد أبوشهبة إن تفسير الكشاف من خير كتب التفسير وأجلها، ولولا نزعته الاعتزالية في بعض الآيات القرآنية، لما تناوله المعترضون بالنقد، ولما شنأه بعض الناس وبحسب هذا الكتاب فضلا ومنزلة وأن كل من جاء بعد الزمخشري عالة عليه فيما يذكره فيه من أسرار الإعجاز والغوص على المعاني البلاغية الدقيقة، ولبراعته في الكلام وتمكنه من فنون القول، وبعد غوره يدس بعض آرائه في أثناء تفسيره، وتروج على خلق كثير من أهل السنة ولذا قال البلقيني استخرجت من الكشاف اعتزالا بالمناقيش من قوله تعالى من سورة آل عمران.

” فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز” قال أي فوز أعظم من دخول الجنة، أشار إلى عدم الرؤية، وقال ابن تيمية أثناء الكلام عن تفاسير المعتزلة ومن هؤلاء من يكون حسن العبارة، يدس البدع في كلامه، وأكثر الناس لا يعلمون، كصاحب الكشاف ونحوه، حتى إنه يروج على خلق كثير من أهل السنة، كثير من تفاسيرهم الباطلة، وأما عن علم الحديث فإنه يعرّف علم الحديث أنه أحد العلوم المعنية بدراسة الحديث النبوي الشريف دراسة وافية مستوفية متنا وسندا، اختصت به الأمة الإسلامية دون غيرها، وينظر علم الحديث خاصة إلى رواية الحديث وإسناده، والأحكام الفقهية للحديث، وشرحه، وتتبع الناسخ والمنسوخ، كما يعنى بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي ذلك كله مسعى لفهم الحديث وحفظه.

وبيان الأحاديث الصحيحة من الموضوعة، وقد برع علماء كثيرون في هذا المدار، منهم الإمام الزمخشري، حتى قيل إنه رائد علم الحديث، وقد تتلمذ على يديه كثير من الطلبة الراغبين بالعلم، الطالبين له، ولا تقتصر جهود الزمخشري في هذا الميدان فحسب، بل يعد الزمخشري إمام من أئمة اللغة والمعاني والبيان، وفي كتب النحو والبلاغة هناك الكثير من الاستشهادات من كتب الزمخشري تدرج للاحتجاج بها، فيقال قال الزمخشري في كشافه، أو قال الزمخشري في أساس البلاغة، والزمخشري صاحب رأي وحجّة في الكثير من المسائل في اللغة العربية، وليس من الذين ينهجون نهج غيرهم ويجمعون وينقلون لأنه صاحب رأي وحجّة فغيره ينقل عنه ويأخذ منه، وله الكثير من التصانيف في شتى المجالات.

في التفسير والحديث واللغة والنحو والبيان والمعاني وغيرها، فمن كتبِه الكشاف في تفسير القرآن وهو من أشهر كتب المفسرين بالرأي والماهرين في اللغة العربية وقد نقل عنه الألوسي وأبو السعود والنسفي وغيرهم كثير من المفسرين الذين نقلوا عنه بدون أن ينسبوا إليه ما تم نقله، وله كتاب أساس البلاغة في اللغة والذي يعد من أهم المعاجم اللغوية القديمة، التي تولي اهتماما بالألفاظ العربية ومفرداتها، ورتب مواد الكتاب ترتيبا ألفبائيا حسب حروف المعجم، ويقوم الزمخشري في الكتاب بشرح الكلمة في العربية ويدعم هذا الشرح بالقرآن والأحاديث والأشعار والأمثال العربية ويذكر الاستعمالات المجازية للكلمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى