القصة والأدب

الدكروري يكتب عن أبو بكر الأسدي كوفي

الدكروري يكتب عن أبو بكر الأسدي كوفي

الدكروري يكتب عن أبو بكر الأسدي كوفي 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام عاصم وهو عاصم بن أبي النجود، وقيل اسم أبيه عبدالله وكنيته أبو النجود، واسم أم عاصم بهدله، ولذلك يقال له عاصم بن بهدله، وكنيته أبو بكر، وهو أسدي كوفي، وقيل كان مولده في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وهو أحد القراء العشرة للقرآن الكريم، وكان شيخ الإقراء بالكوفة، وغالبا ما ينتهي أي سند باسمه، وهو تابعي جليل وقرأ عاصم على أبي عبدالرحمن عبدالله بن حبيب بن ربيعة السلمي الضرير، وعلى أبي مريم زر بن حبيش بن حباشة الأسدي، وعلى أبي عمرو سعد بن الباس الشيباني، وقرأ هؤلاء على عبدالله بن مسعود، وقرأ زر والسلمي أيضا على عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما.

 

وقرأ السلمي أيضا على أبي بن كعب، وزيد بن ثابت، وقرأ ابن مسعود، وعثمان، وعلي، وزيد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عاصم يقرئ حفصا بقراءة علي بن أبي طالب التي يرويها من طريق أبي عبد الرحمن ويقرئ أبا بكر بن عياش بقراءة ابن مسعود التي يرويها من طريق زر بن حبيش، ولم يتعرض أحد ممن روى تاريخ الإمام عاصم الكوفي لسنة مولده، أو البلد التي ولد فيها الإمام عاصم الكوفي، ومن الواضح أن الإمام عاصم قد ولد ونشأ وتوفي بالكوفة، وقد أشار الإمام الشاطبي إلى أن الإمام عاصم كان يقيم بالكوفة، فقال في مقدمة الشاطبية، وبالكوفة العراء منهم ثلاثة أذاعوا فقد ضاعت شذا وقر نفلا، فأما أبو بكر وعاصم اسمه فشعبة راويه المبرز أفضلا.

 

ومعني ذلك بأن الغراء يعني المشهورة البيضاء المنيرة بكثرة العلماء بها، منهم يعني من السبعة ثلاثة هم عاصم وحمزة والكسائي أذاعوا أي أفشوا العلم بها وشهروه ونشروه والضمير في ضاعت للكوفة، أو للقراءة أي فاحت رائحة العلم بها والشذا كسر العود والقرنفل معروف، وهذا هو البدر الخامس أبو بكر عاصم بن أبي النجود أحد السادة من أئمة القراءة والحديث، وقد أثنى الشيخ الشاطبي على عاصم بأن من جملة الرواة عنه شعبة الذي برز في الفضل وهو باب من أبواب المدح معروف فكم من تابع قد زان متبوعه وكم من فرع قد شرف أصله، وبدأ عاصم رحمه الله بالتعلم وهو صغير, أخذ القراءة عرضا عن زر بن حبيش وأبي عبد الرحمن السلمي، وكان الإمام عاصم رحمه الله أعمى لا يبصر.

 

وكان عاصم نحويا فصيحا إِذا تكلم، مشهور الكلام، وكان هو والأعمش وأبو حُصين الأسدي لا يبصرون، وقيل جاء رجل يوما يقود عاصم، فوقع وقعة شديدة، فما نهره، ولا قال له شيئا، وكان عاصم إِذا صلى، ينتصب كأنه عود، وكان يكون يوم الجمعة في المسجد إِلى العصر، وكان عابدا، خيّرا، يصلي أبدا، ربما أتى حاجة، فإذا رأى مسجدا، قال مل بنا، فإن حاجتنا لا تفوت، ثم يدخل فيصلي، وكان عاصم بن أبي النجود ذا أدب، ونسك، و فصاحة، وصوت حسن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى