حوادث وقضايا

غرق قارب اليونان

غرق قارب اليونان

غرق قارب اليونان

كتبت رشا ابو النيل

قريتان في مصر تنتظران العثور على مفقودين قبالة سواحل اليونان

قريتي أبراش ومشتول السوق في محافظة الشرقية شمال شرقي القاهرة حتى تجد الناس وقد ملأ الحزن علي اهل القري
واهل الضحايا حتي يترقبون أي معلومة عن أبنائهم الذين فُقدوا في البحر المتوسط، إثر غرق قارب بحادث يوم السبت الموافق 17/6/2022 كانوا يستقلونه مع آخرين قبالة سواحل اليونان.
وحتي الان لن يتم العثور علي جثمان ضحايا الحادث الفزع
المركب كانت تحمل من مختلف الجنسيات المصرية والسورية وغيرها من الجنسيات

احد اهالي الضحايا غرقا

يقول أحد الأهالي وهو يمسك بتلابيب نفسه، أريد أن أعرف فقط “هل مات أخي أم مازال حيا، ولو مات أدفنه بيدي”.

قريتا أبراش ومشتول السوق هما من ضمن عدد غير معلوم من القرى المصرية التي خرج أبناؤها في رحلة غير مأمونة في محاولة لعبور المتوسط إلى شاطئ إيطاليا لتغيير واقعهم.

لكن تلك الرحلة تحولت إلى واحدة من ابشع الكوارث الإنسانية في عمليات الهجرة غير الشرعية، حيث فُقد المئات.
من مختلف الجنسيات

جلس رضا السيد جاد الله على سرير يبدو عليه الحزن الشديد ساهم العينين وتخرج الكلمات منه بصعوبة بالغة، وهو يقول و يحاول التماسك: “عندي ولد واحد طلعت بيه من الدنيا، وصمم على الهجرة مع الشباب”. يقول رضا إنه اضُطر لبيع ممتلكاته لتدبير مبلغ 140 ألف جنيه مصري، أي ما يوازي 4500 دولار، وهو ثمن تذكرة ابنه على المركب المنكوب المتجه إلى إيطاليا، بعدما سافر ابنه إلى ليبيا من دون معرفته.

ويردف رضا “ركب ولدي محمد مركب الهجرة يوم الجمعة (9 يونيو/ قبل أن تنقطع أخباره، بعد سحب الهواتف منهم، حتى سمعنا أن مركباً غرق أمام سواحل اليونان”.

سبعة من شباب عائلة رضا خرجوا على متن هذا المركب، من بينهم ابنه، وابن أخيه. ومنذ غرق المركب الذي كان يحمل على متنه نحو 750 شخصا وفق شهادات الناجين صباح الأربعاء 14 يونيو/ لم يسمع رضا أنباء عن ابنه أو أقاربه، وعما إذا كانوا قد ماتوا أو لا يزالون على قيد الحياة.

السفارة المصرية في أثينا أعلنت عن 43 ناجيا من المصريين الذين تم التأكد من هوياتهم منذ ذلك الوقت، وقامت بنشر الأسماء على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي.

في هذا الوقت، لا يزال مصير هؤلاء مجهولا ومعهم المئات ممن هم في عداد المفقودين، حيث تتضاءل الآمال في العثور على ناجين آخرين.

وقامت السلطات اليونانية بالقبض على تسعة مصريين كانوا على متن القارب وذلك بعد توجيه اتهامات لهم بتهريب بشر بطريقة غير قانونية والتسبب بقتل ناجم عن الإهمال. عصابات منظمة تعمل منذ عقود

يروي محمد صالح كيف سافر ابنه يحيى (18 عاما) إلى ليبيا من دون علمه.

يقول إنه استيقظ في صباح أحد الأيام، فلم يجد ابنه الذي أخذ مصروفه وباع هاتفه المحمول ثم اتصل بوالده بعدما وصل إلى ليبيا مؤكدا رغبته في الهجرة إلى إيطاليا

وتقول إحدى السيدات لجريدة الاضواء إن أخيها أحمد مجدي متزوج ولديه طفلتين

وبحسب شهادات من ذوي المهاجرين فإن الشباب الموجودين في أوروبا، يقدمون طرف الخيط لكل من يريد الهجرة من مصر، وتنتشر بعض المقاطع المصورة على مواقع التواصل الاجتماعي، لشباب أتموا الهجرة غير الشرعية بنجاح، وهو ما يغري الشباب لخوض التجربة.
ويقوم الباحث
علي سبيل للهجرة، صغيرااو كبيرا،

ويقول محمد صالح، أحد الأهالي، إن سيارات النقل الجماعي أو “الميكروباصات” تجمع الراغبين في الهجرة. ويضيف صالح أنهم يتوجهون إلى الإسكندرية، ثم إلى السلوم على الحدود مع ليبيا في أقصى الشمال الغربي من مصر، وهناك يتم تركهم لأحد الأعراب لتبدأ الرحلة الحقيقية بعمليات تهريب عبر الحدود المصرية الليبية.

ويتساءل صالح بصوت عالٍ “كيف يعبرون الحدود؟ عبور البشر بكل سهولة بهذا الشكل يعني أن السلاح والمخدرات تعبر أيضا الحدود”.

ويقول صالح إنه قام بالاتصال بالأعرابي المسؤول عن عملية التهريب من الحدود راجيا عودة ابنه، لكنه لم يستجب له.

ويقول آخر من أبناء قرية أبراش إنه بوصول الأبناء إلى ليبيا، يُنقلون إلى إحدى المزارع القريبة من الشاطئ الشرقي في ليبيا استعدادا لبدء الرحلة وهنا تبدأ مرحلة جديدة.

وأجمع أهالي قرية أبراش على أن المرحلة التي تسبق ركوب قارب التهريب تبدأ بعمليات ابتزاز لدفع كامل المبلغ لكل شخص وذلك قبل النزول للبحر، بعضهم قال إنهم تلقوا تهديدات بقتل أبنائهم في حال عدم الدفع، وهو الأمر الذي أكده لنا متخصصون في دراسات الهجرة.
وتقول زوجة أحمد مجدي محمد إنها وأهل زوجها جمعوا المبلغ المطلوب بشق الأنفس، ثم انقطعت أخباره منذ يوم ركوبه القارب المنكوب ولم تعرف عنه شيئاً.

ويؤكد مؤسس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة أ ب أن تجار البشر في هذه المناطق، يعمدون إلى توصيل الشحنات البشرية إلى أوروبا للحفاظ على سمعتهم ومصادر الأموال من التهريب والحصول على الدفعة الثانية من التكاليف إن وجدت.

ويضيف زُهري: يذهب الشباب إلى الهجرة بآمال عريضة، ولا يلقون بأنفسهم للتهلكة كما يتصور البعض، فلا أحد يريد الموت لكنهم يُفاجَأون بعدد ضخم من المهاجرين في مركب قد يكون متهالكا، لتصبح عمليات العبور محفوفة بالمخاطر.

الواقع الاقتصادي الصعب

يقول محمد أحمد عبد العال، وهو شقيق أحد المفقودين، إن أخاه سافر مع المهاجرين لتحسين أوضاعه المعيشية، خاصة أنهم يسكنون في منزل للإيجار، ولم يتمكنوا من شراء منزل على مدار أربع سنوات.

ويرى زُهري أن الأحوال الاقتصادية بالطبع هي الدافع الأول للهجرة.

ويضيف أن الدول الأوروبية لو فتحت أبوابها للهجرة المنتظمة، فإن هؤلاء الشباب لن تتوفر لهم فرص في السوق التنافسية الكبيرة هناك، مؤكدا أن أوروبا تستقطب الأطباء والمُدَرًّبين تدريبا عاليا وتفتح أبوابها لهؤلاء بشكل أكبر وإن كانت في حاجة للوظائف الأدنى كذلك.
لكن المهاجرين من فئة الشباب غير المدرب أو غير المتعلم بشكل جيد غير مرغوب بهم هناك. مكافحة الهجرة غير الشرعية
ويعمد بعض الأهالي إلى إرسال أطفالهم للهجرة اعتمادا على القانون الإيطالي الذي يمنع ترحيل المهاجرين الأطفال دون الثمانية عشر عاما، ليحصلوا على التعليم والإقامة ثم الجنسية.
وهذا يفسر العدد الكبير من الأطفال الذي كان على متن القارب.

ويضيف زهري أن الأحوال الاقتصادية “لن تتحسن في الوقت المنظور”، مضيفا بأن معدلات البطالة “تصل في الفئة العمرية

وأكدت السفيرة نميرة نجم، مديرة المرصد الإفريقي للهجرة في منظمة الاتحاد الإفريقي، أن معالجة مشكلة الهجرة “تحتاج إلى الاستثمار في تنمية البلدان الإفريقية وتبادل الدروس المستفادة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى