غير مصنف

الدكروري يكتب عن الإسلام وتكوين المجتمع

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

حين نتذكر السيرة النضرة لرسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وسلم ونتذكر الأيام العطرة التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم نستشعر المسؤولية والأمانة أمام الله تبارك وتعالى ثم أمام هذا الرسول الكريم الذي ضحى بكل غال ونفيس لأجلنا، ونستشعر مسؤوليتنا أمامه، أن نقر عينه وأن نسر قلبه بأن نتمسك بهذه الرسالة التي بلغها إلينا، أن نسير على طريقته، وأن نقتفي سنته، وأن نمضي على هديه صلى الله عليه وسلم، ليعلم أن بذله وتضحيته لم يذهب سدى، وأن ما بذله من مجهود لم يضع دون فائدة، فواجب الوفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن نكون أوفياء لسنته، أن نكون أوفياء لطريقته، أن نكون أوفياء لدينه ورسالته، فنعمل بها في أنفسنا، ونطبقها على أهلنا وأولادنا ومجتمعاتنا.

ونبلغها للبشرية جمعاء، ويهدف الإسلام من تكوين الأسرة إلى تكوين المجتمع المسلم وترابطه، وتوثيق عُرى الأخوة بين أفراده وجماعاته وشعوبه، بالمصاهرة والنسب، وفي سبيل هذا الهدف اعتبر المسلمين أمة واحدة، دون أي تفرقة في الجنس أو اللغة، فأجاز الزواج بين العربي والعجمي، وبين الأسود والأبيض، وبين الشرقي والغربي، ولعل الحكمة من زواج النبي صلى الله عليه وسلم من قبائل مختلفة هي الربط فعلا بين القبائل والتآلف بينها، وقد أمر الإسلام بالتعارف على اختلاف قبائلهم وأجناسهم، والأسرة لها دور عظيم في تحقيق هذا الهدف لما يترتب على تكوينها من قيام علائق جديدة بطرق النسب والمصاهرة، حيث قال الله تعالى فى سورة الفرقان ” وهو الذى خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا” 

فالإنسان يبتدأ في أول الأمر نطفة، منها يتخلق الجنين، فولد نسيب، ثم يتزوج فيصير صهرا، ثم يصير له أصهار وأخوات وقرابات، إنها قدرة الخالق المدبر، ولقد حث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على الزواج وبناء الأسر، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم باتخاذ زوجة لمن يعمل لما في ذلك من الاطمئنان والاستقرار، ولما في ذلك من الفاعلية الاقتصادية للأمة لزيادة الإنتاج وقلة الاستهلاك، وعن بن شداد قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” مَن كان لنا عاملا، فليكتسب زوجة، وإن لم يكن له خادم فليكتسب خادما، ومَن لم يكن له مسكن، فليكتسب مسكنا” قال وأخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” مَن اتخذ غير ذلك، فهو غال أو سارق هذا” رواه الحاكم.

وإن من أهداف تكوين الأسرة هو إشباع حاجات أولية، خلقها الله سبحانه وتعالى فهي إما أن تكون عضوية أو نفسية، وعدم إشباعها يؤدي إلى أضرار تقاس بدرجة ضرورتها، ومن هذه الحاجات الغريزة الجنسية، ولا يتم إشباعها إلا بالنكاح لذا ندب الشرع لمن يقع نظره على امرأة أعجبته فتحركت لرؤيتها شهوته أن يعود لامرأته فيواقعها دفعا لغائلة الشهوة، وتسكينا لوساوس الشيطان، وجمعا لهمة القلب والروح في إقبالها على الله تعالى، فعن أبي الزبير قال، قال جابر بن عبد الله رضى الله عنهم سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “إذا أحدكم أعجبته المرأة فوقعت في قلبه، فليعمد إلى امرأته فليواقعها فإن ذلك يرد ما في نفسه” رواه مسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى