مقال

أشرف الناس نسبا

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أشرف الناس نسبا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إنه أشرف الناس نسبا وأعظمهم مكانة وفضلا، فهو رسول الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد تزوج والد النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عبد المطلب من السيدة آمنة بنت وهب، وولد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام يوم الاثنين الثاني عشر من شهر ربيع الأول من عام الفيل، وهو العام الذي توجه فيه أبرهة الأشرم لهدم الكعبة، إلا أن العرب تصدت له، وأخبره عبد المطلب بأن للبيت رب يحميه، فقدم أبرهة مع الفيلة، فأرسل عليهم الله عز وجل طيورا تحمل حجارة من نار أهلكتهم، وبذلك حمى الله تعالى البيت من أي أذى.

وقد توفي والده وهو حمل في بطن أمه على الصحيح من أقوال العلماء، فولد الرسول صلى الله عليه وسلم يتيما، فقال الله تعالى “ألم يجدك يتيما فآوى” وقد رضع صلى الله عليه وسلم من حليمة السعدية بعد أن قدمت إلى قريش تلتمس أيٍ من الرضعاء، وكان لها ابنا رضيعا لا تجد ما يسد جوعه، ذلك بعد أن رفضت نساء بن سعد إرضاع النبي صلى الله عليه وسلم بسبب فقده لوالده، ظنا منهن أن لا تعود عليهن رضاعته بالخير والأجر، وبسبب ذلك نالت حليمة السعدية بركة في حياتها وخيرا عظيما لم ترى مثله قط، ونشأ النبى صلى الله عليه وسلم بخلاف غيره من الشباب، من حيث القوة والشدة، وعادت به إلى أمه بعد أن بلغ العامين من عمره واستأذنتها ببقاء محمد عندها خوفا عليه من الأمراض في مكة.

وعاد معها بالفعل، وفي أحد الأيام أتاه رجلان ذوي ثياب بيضاء شقا بطنه واستخرجا علقة سوداء منه، فكانت حادثة شق الصدر، وكان ذلك الأمر الفاصل في عودته إلى أمه، وقد توفيت والدة النبي صلى الله عليه وسلم، آمنة بنت وهب وهو ابن ست سنوات، وكانت عائدة به من منطقة الأبواء وهي منطقة واقعة بين مكة والمدينة، إذ كانت في زيارة لأخواله من بني عدي من بني النجار، فانتقل بعدها للعيش في كفالة جده عبد المطلب حيث كان يعتني به اعتناء شديدا ظانا فيه الخير والشأن العظيم، ثم توفي جده والنبي صلى الله عليه وسلم في الثامنة من عمره، وانتقل بعدها للعيش في كفالة عمه أبي طالب، وكان يأخذه معه في رحلاته التجارية، وفي إحدى الرحلات أخبره إحدى الرهبان بأن محمدا سيكون ذو شأن عظيم.

وقد عمل الرسول صلى الله عليه وسلم في رعي أغنام أهل مكة، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم ” ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم، فقال أصحابه وأنت؟ فقال صلى الله عليه وسلم نعم كنت أرعاها على قراريط، جزء من الدينار والدرهم، لأهل مكة” وبذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في كسب الرزق، وكانت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ذات مال كثير ونسب رفيع، وكانت تعمل في التجارة، وحين بلغها أن محمدا رجل صادق في قوله أمين في عمله كريم في أخلاقه استأمنته على الخروج تاجرا بأموالها، مع غلام لها يُدعى ميسرة مقابل الأجر، فخرج صلى الله عليه وسلم تاجرا إلى بلاد الشام، وجلس في الطريق تحت ظل شجرة قريبة من راهب.

فأخبر الراهب ميسرة أن من نزل تحت تلك الشجرة لم يكن إلا نبيا، وأخبر ميسرة السيدة خديجة بقول الراهب، مما كان سببا في طلبها الزواج من الرسول صلى الله عليه وسلم، فخطبها له عمّه حمزة، وتزوجا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى