مقال

ها قد عدنا يا صلاح الدين

ها قد عدنا يا صلاح الدين

ها قد عدنا يا صلاح الدين
خالد السلامي
بهذه الكلمات الشامتة وقف قائد الجيش الفرنسي هنري غورو في الخامس والعشرين من ايلول ١٩٢٠ على قبر القائد العظيم صلاح الدين الأيوبي ، وهو يدخل محتلاً لأرض سوريا العربية ، مُشتفياً ومُتَشفياً به وهو يرقد في مرقده هذا منذ مئات السنين بعد ان مَرَّغ اُنوف الافرنجة والانكليز وكل جيوش اوروبا المتحالفة بقيادة الملك الإنكليزي ريتشارد قلب الاسد حينما حرر القدس وكل ارض فلسطين الحبيبة من براثنهم يوم الرابع من تموز عام ١١٨٧م.
واليوم ينبري احد الذين يبيعون أنفسهم مقابل الإساءة للتاريخ العربي والإسلامي ورموزه وقادته العظام متهجماً على هذا البطل الاسطوري فيصفه بخراب الدين وهو الذي كان آخر من حرر القدس وفلسطين في معركة بطولية يشهد لها العدو قبل الصديق .
السؤال هنا هو لماذا هذه الحملات المتتالية التي تستهدف التاريخ العربي وشخصياته المتميزة بما فيها هذا القائد الكردي العراقي المسلم الذي كان يقود جيشا عربيا عملاقا هزم كل تحالف قوى الشر آنذاك فيما سمي بالحروب الصليبة . وللأسف نجد ان من يقوم بهذه الحملات ويروج لها هم من العرب والمسلمين وهناك شخصيات إعلامية برزت عندما دخلت هذا المجال التخريبي من خلال برامج مدفوعة الثمن على قنوات فضائية معروفة وفي مواقع السوشيال ميديا المختلفة كلُّ همها هو استضافة شخصيات متخصصة في هدم التاريخ العربي الإسلامي وتشويهه ولا تبحث إلا فيما يسيء لهذه الأمة وتاريخها المجيد وكأَنَّ هذا التاريخ القديم منه والحديث ليس فيه الا المساوئ حيث لم أشاهد يوما ان تلك الشخصيات الإعلامية التي نمت وترعرعت واشتهرت بهذه الطريقة الخبيثة قد استضافت شخصيات تبحث عن التاريخ المضيء لهذه الأمة العظيمة .فربما قد نفهم الإساءات التي تأتي من اعداء العرب والمسلمين كما حصل ويحصل في الدنمارك والسويد والنرويج وفرنسا وغيرها من الدول غير المسلمة لحقدها المعروف على العرب والمسلمين وقد نفهم طمس الدور العربي في تاريخ الإسلام وتمجيد انفسهم من قبل بعض الساعين لإعادة هيمنتهم على الأرض العربية بإسم الدين فيقدمون أنفسهم على أنهم المنقذون والناصرون لدين الله الذي حمله العرب اليهم بقيادة النبي العربي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم في سبيل الوصول إلى غاياتهم التوسعية .
لكن ما لايمكن ان يُفَسًّر إلّا بأنه سعي وراء المال والشهرة هو ما يقوم به بعض ممن ينتمون للعرب ، كالطعن في كتب الصحاح وخصوصا صحيح البخاري وإلغاء النسب العربي للعديد من العلماء والمفكرين العرب وتشويه صورة كبار قادتهم عبر التاريخ والإساءة لهم ، ليكونوا َمعاولاً بيد الأعداء لهدم تاريخ العرب والمسلمين وتشويهه بل وإلغاء اي دور للعرب عبر التاريخ وربما قد لا يعلم هؤلاء أنهم يسيؤون لأنفسهم بهذا الدور الخبيث لأنهم جزء من هذه الأمة التي يتهجمون على تاريخها وشخصياتها وهذه مصيبة كبيرة ان يجهل مثل هؤلاء الناس ما يقومون به ، وربما وهو الغالب انهم يعلمون بما يعملون وتلك مصيبة اكبر لأنهم إرتضوا ان يكونوا خدما لأعداء امتهم في تشويه تاريخها مقابل بعض الأموال والأضواء التي ستزول بمجرد انتهاء ادوارهم وسيتخلى عنهم من جَندهم لهذه المهمة لأنه يعلم أن من يعض يد أهله لايصعب عليه أن يعض يد من جَنده .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى